ثلاثة كُتب فضائحيّة تَهُز أمريكا وتَكشِف المستور والوجه البَشِع لترامب وربّما تَحُول دون فوزِه بالانتِخابات
ما هِي الأسرار التي تضمّنتها؟
وما جديد بولتون؟
ولماذا لم تكشف كونداليزا رايس عن المُتورِّطين بتسميم عرفات؟
تشهد السّاحة الأمريكيّة ثلاث معارك رئيسيّة تدور أحداثها حول ثلاثة كُتب لمسؤولين كِبار سابقين في الإدارة الأمريكيّة ومعركة رابِعة لا تَقِلّ أهميّةً، ربّما تكون مادّة كتاب رابع في المُستقبل المَنظور.
الكتاب الأوّل: مِن المُفتَرض أن يَصدُر الأسبوع المُقبل عن دار “سايمون آند شوستر” لمُؤلّفه جون بولتون، مُستشار الأمن القومي السّابق، إلا إذا منَعَت المحكمة العُليا نشره لانتِهاكه قانون السريّة.
الكِتاب يتَضمّن أسرارًا تُدين دونالد ترامب، وتتّهمه بعدم الكفاءة لتولّي المنصب لسذاجته، وتهوّره، مِثل مُطالبته بإعدام الصِّحافيين، واعتقاده بأنّ فنلندا جُزءٌ من روسيا، وتأييده وضع المُسلمين من الأيغور الصّينيين في مُعسكرات عزل، والطّلب من الرئيس الصّيني مُساعدته للفوز في الانتِخابات الرئاسيّة.
الكِتاب الثّاني، للسيّدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجيّة في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، ويحمل اسم “لا يوجد فخر أكثر من هذا.. ذكريات سِنين حُضوري بواشنطن، عن دار كراون.
وأخطر ما فيه أنّ إدارة الرئيس بوش قرّرت عزل الرئيس الفِلسطيني الراحل ياسر عرفات لإشعاله فتيل الانتِفاضة المسلّحة الثّانية، ورفض اتّفاق كامب ديفيد الفِلسطيني، واستِبداله بالرّئيس الحالي محمود عبّاس عبر استِحداث منصب جديد له هو رئاسة الوزراء، وتعيين سلام فياض وزيرًا للماليّة، بحيث يتولّى الأوّل جميع الصّلاحيات السياسيّة، والثّاني الصّلاحيّات الماليّة، ويكون بوّابة جميع أموال الدّول المانحة العربيّة والأجنبيّة، وبَما يُؤدِّي إلى تحويل الرئيس عرفات إلى واجهةٍ، أو “مُختار” دون أيّ صلاحيّات.
وكشَفت رايس أنّها هي التي اختارت عبّاس لأنّه لا يستخدم كلمة المُقاومة، ويعتبرها إرهابًا، وقَبِلَ إعادة بناء قوّات الأمن الفِلسطينيّة وفق الشّروط الأمريكيّة والإسرائيليّة تحت إشراف الجِنرال دايتون.
الكتاب الثالث: تَعكِف على كتابته ماري ترامب، ابن شقيق الرئيس ترامب وتَكشِف فيه عن فضائح ترامب الجنسيّة وعُلاقاته مع العائلة، ومصدر أمواله الحقيقيّ، وأسباب انفِصاله عن زوجاته وشِجاره مَعهُنّ.
وأعلنت دار نشر “سيمون أند شوستر” ناشرة الكتاب أواخر الشّهر المُقبل، ويحمل عُنوان “كثير جدًّا ولا يكفي أبدًا.. كيف صنَعت عائلتي أخطر رَجُلٍ في العالم”.
الكتاب يكشف أيضًا عن تهرّب ترامب من الضّرائب وكيف كان يسخر من والده ويُهينه بعد إصابته بالخَرَفْ (الزهايمر).
أمّا المعركة الفضائحيّة الرّابعة فبطلها مالك أوباما، الأخ غير الشّقيق للرئيس السّابق باراك أوباما الذي فجّر قنبلةً أثلجت صدر الرئيس ترامب في ظِل الظّروف الصّعبة التي يَمُر بها حاليًّا عندما ادّعى أنّه يملك وثائق تُؤكِّد أنّ أوباما ولد في ممباسا في كينيا وليس في الولايات المتحدة، وإذا صحّت هذه المزاعم فإنّ هذا يعني أنّه لم يَكُن مُؤهَّلًا قانونيًّا ودُستوريًّا لخوض انتِخابات الرّئاسة والفوز فيها، وهُناك دور نَشر أمريكيّة تُطارِد مالك أوباما لكِتابة مُذكّراته هذه.
اللّافت أنّ جميع هذه الكُتب ستَصدُر قبل ثلاثة أشهر مِن الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة في 3 تشرين ثاني (نوفمبر) المُقبل، ومِن المُحتَمل أن تكون لها انعِكاساتها السلبيّة على الرئيس ترامب، خاصّةً أنّ استِطلاعات الرأي الأخيرة تُؤكِّد تقدّم خصمه الديمقراطيّ جو بايدن.
لا نعرف ما إذا كانت جُهود ترامب وطاقمه القانوني ستُفلِح في منع صُدور كتاب بولتون، أو حذف ما به من أسرارٍ حول الخِلافات بينه وبين ترامب بشَأن مِلفّات مُهمّة مِثل إيران وكوريا الشماليّة وأفغانستان، ولكن ما جرى تسريبه حتّى الآن مِن أسرارٍ إلى الصّحف ومحطّات التّلفزة ربّما يُشَكِّل ضربةً قاضِيَةً للرئيس ترامب.
الأمر المُؤكّد أنّ أسرارًا كثيرة جرى حذفها من كتاب كونداليزا رايس، صاحبة نظريّة الفوضى الخلّاقة في الشّرق الأوسط، وحرب العَراق على وجه التّحديد، وطريقة تسميم الرئيس عرفات، والجِهات التي وقفت خلف اغتِياله والمُتعاونين معها داخِل السّلطة الفِلسطينيّة بتَحريضٍ من إرييل شارون، فرُغم تأكيد رايس أنّ إدارتها رفضَت خطّةً إسرائيليّةً بقتل عرفات دون أن تَكشِف تفاصيلها، تعرف جميع المُتورِّطين واحِدًا واحِدًا، ولنْ نستغرب ظُهور كِتاب إسرائيلي أو أمريكي حول هذه المَسألة في المُستقبل المنظور.
كتاب رايس يشرح لنا أسباب مُعارضة الرئيس عبّاس للكِفاح المُسلّح واعتباره إرهابًا، وتمسّكه بالتّنسيق الأمني طِوال العشر سنوات الماضية، وارتِكاب السّلطة أكبر جريمة في تاريخ حركات التحرّر، وهِي حمِاية الاحتِلال وقوّاته ومُستوطنيه والعمل ضدّ طُموحات شعبها في التحرّر من الاحتِلال والوصول إلى هذه النّهايةِ المُهينة المُتمثِّلة في صفقة القرن، وضمّ مُعظم الضفّة وأغوار الأردن.
“رأي اليوم”
وسوم: العدد 883