الحَقَاِئقُ الكُبْرَى
اللهُ .. الكونُ.. الإنْسَانُ.. هي الحقائق الكبرى لمرتكزات الوجود.. الله تعالى هو الخالق.. والكونُ مُسَخَّرٌ.. وَالإنْسَانُ مُسْتَخْلَفٌ في الأرض.. والعلاقةُ السليمةُ الراشدةُ بين الخَالقِ سبْحَانهُ وما هو مُسخرٌ, وما هو مُستخلفٌ.. هي التي تُحددُ بكُلِّ تأكيدٍ المساراتِ السليمةِ لِلأداءِ البشريِّ الراشدِ في ميادينِ الحياةِ.. واللهُ الخالقُ سُبحانه: شَرَّع وقضى مُرتكزاتِ مَنْهجٍ حَكيمٍ مُتْقَنٍ للنهوض بِمَهمةِ الاسْتِخْلَافِ في الأرض والكون.. ومَنهجُ الاستخلافِ الربَّانيِّ : يَقومُ على مُرْتَكزين اثنين: مُرْتَكزُ (فَاعلَم أنَّه لا إله إلَّا الله)..وهو مرتكزُ: الرُوحَانيَّاتُ والقيمُ والسلوكياتُ والبناءُ المَعْرفيِّ والثَقَافيِّ.. ومرتكزُ (فَامشوا في مَنَاكِبِها وَكلوا مِنْ رِزْقِه)..هو مرتكزُ: المَادياتُ والوسائلُ والكفاءاتُ والمَهاراتُ والخِبْرات.. أجل : فاعلم و فامشوا أو العلم والعمل هما مرتكزا منهج الاستخلاف الربانيِّ في الكون.. فَمُرتكزُ فاعلم: مسؤولٌ عن البناء المعرفيِّ والثقافيِّ للإنسانِ وسلوكياتِه.. أمَّا مُرْتَكزُ فاعمل: فهو مسؤولٌ عَنْ بِنَاِء كفاءاتِ الإنسَانِ ومهاراتِه وابتكاراتِه.. والسيرُ الراشدُ في الأرض وإشادةُ الحضاراتِ الآمِنَةِ مُرّتَهنٌ بالتَكامُلِ والتَلازُمِ بَيْنَ العلم والعمل وبَيْنَ السلوكِ والمهاراتِ.. فهُمَا الأساسُ الراسخُ لِبناءِ تَنْميةٍ آمِنَةٍ, وإشادةِ صُروحٍ حضَاريَّةٍ رَاشِدَةٍ.. ولتحقيقِ هذه الغاياتِ الجليلةِ.. شَرَّعَ الإسلامُ مُنْطلقاتٍ وقيمٍ من أبرزِها: أنْسَنَةُ قُدْسيَّةِ حَيَاةِ الإنْسَانِ وكرامَتِه وحُريَّتِه ومُمْتلكاتِه.. وإقامةُ العَدْل.. وصون سَلامةِ البيئةِ.. وعَلْمَمَةُ وَعُوْلَمَةُ الأمْنِ والسلَامِ بَيْنَ النَّاسِ.. وبالتَوازي وبالتَكَامُلِ مع ذلك شَرَّعَ الإسلامُ مبادئ وضوابط َلأدائِها الآمن من أولوياتها: الأخوةُ الإنسانيَّةِ.. والحبُ والتراحمُ والتنافعُ ..والتعاونُ والتنافسُ.. في جلب ِالمَصالحِ ودفعِ المَخَاطرِ والمَفَاسِد.
وسوم: العدد 883