الرجال : حول القادة والزعماء !
هُم البطانة ، أو المَلأ.. أو هم قسم ، من الملأ .. أو هم الناصحون ، والمستشارون، والأعوان .. بحسب الأحوال ! وهم فاسدون كلّهم ، أو بعضهم .. أو هم صالحون ، كلّهم ، أو بعضهم ..! وتأثيرهم ، في القادة والزعماء ، كبير، أو كبير جدّاً ، في التاريخ البشري ! هم هكذا ، وفي كلّ زمان ومكان ، هم هكذا !
في القرآن الكريم :
(يا أيّها الذين آمَنوا لا تتّخذوا بطانةً من دونِكم لا يألونَكم خَبالاً وَدّوا ما عنتّم قد بدت البغضاءُ من أفواههم وما تُخفي صدورُهم أكبرُ قد بينّا لكم الآيات إنْ كنتم تعقلون)
في الحديث الشريف :
ما استُخلف خليفة ، إلاّ له بطانتان : بطانة تأمره بالخير، وتحضّه عليه .. وبطانة تأمره بالشرّ، وتحضّه عليه .. والمعصومُ مَن عَصَمه الله !
بعض هؤلاء ناصحون حقيقيون .. وبعضهم فاسدون غشّاشون مخادعون.. بعضُهم مخلصون ، وبعضهم منافقون .. بعضهم جريئون ، في النصيحة .. وبعضهم متزلّفون ..!
بعضهم أصحاب همم عالية .. وبعضهم عجَزة فاشلون !
والحكذام - أيّاً كانت صفاتُهم ، أو ألقابهم : رؤساء ، أمراء ، سلاطين ، خلفاء .. محاطون بهؤلاء ! بعضُ الحكّام يَصعب عليه ، أن يميز الخبيث من الطيّب .. والمخلص من المتزلّف المنافق .. والحكيم من قليل الحكمة .. وصاحب الرأي المدروس الناضج ، من صاحب الرأي المرتجل ، أو الاعتباطي !
لذا ؛ يقع بعض الحكّام ، نتيجة جهلهم ، أو غرورهم ، أو ضعف خبرتهم : في الرجال والحياة والواقع .. يقع هؤلاء الحكّام ، في : الخلل ، أو الانحراف ، أو الفساد في القول والعمل ! وينعكس هذا ، كلّه ، على الرعية : فقراً ، أو جهلاً ، أو تبرّماً وضيقاً .. أو نحوذلك !
وقد يجد الحاكم شخصاً قريباً منه ، ناصحاً مخلصاً ، وهو قليل الخبرة ، أو يجد خبيراً ، قليل الإخلاص للحاكم !
أمّا إذا مزَح الحاكم نفسَه ، بالوطن ، وبات الولاء له ، شخصياً ، ولاء للوطن ؛ فالأمر يأخذ منحىً آخر، بالنسبة للمخلصين ! أمّا المنافقون المتزلّفون ، فكثيراً مايسرّهم هذا المزج ؛ لأنه ييسّر لهم عمليات النفاق والتزلّف ، لشخص الحاكم ، ولو فنيَ الشعب كلّه ، أو ضاع الوطن ، كلّه ، فالمهمّ أن يظلّ الحاكم بخير، ويظلّ جاثماً على صدر الشعب ، فمادام الحاكم بخير ، فالوطن والشعب بخير، حُكماً، وبالتبَعية !