أهؤلاء من شياطين الإنس ؟
قال تعالى : ( وكذلك جعلنا لكلّ نبيّ شياطين الإنس و الجنّ يوحي بعضُهم إلى بعض زخرفَ القول غروراً ولو شاء ربّك مافعلوه فذرهم وما يفترون) .
وفي الحديث القدسي : إنّي خلقتُ عبادي حنفاءَ ، فاجتالتهم الشياطين ، فحرّمتْ عليهم ما أحللتُ لهم ، وأمرَتهم أن يُشركوا بي مالم أنزّل به سلطاناً .
شياطين الجنّ لا نعرفهم ، ولا يهمّنا أمرهم كثيراً !
فهل هؤلاء المذكورون ، لاحقاً ، من شياطين الإنس ؟
هل يُعَدّ مَن استولى على السلطة في بلاده ، بطرق غير مشروعة ، فظَلم العباد ، واستباح دماءهم وأعراضهم وأموالهم .. وأباح لنفسه وأعوانه وأزلامه ، أموال الناس في بلادهم .. هل يُعَدّ هذا من شياطين الإنس ؟
وهل يُعَدّ مَن نافق لهذا المجرم المتسلّط ، وصفّق له .. هل يُعَدّ من شياطين الإنس ؟
وهل يُعدّ مّن سخّر الدين ، لإصدار الفتاوى ، التي تبيح للمجرمين ، أموال الناس ودماءهم وأعراضهم .. هل يُعدّ من شياطين الإنس؟
وهل يُعدّ مَن نال فُتاتاً ، من أيدي هؤلاء المجرمين ، وسكت عن إجرامهم بحقّ شعبه، راضياً بما نال منهم ، مظهراً سروره بفضلهم عليه ، وهو يرى مايفعلونه بالناس ، دون أن يكترث به .. هل يُعدّ هذا من شياطين الإنس ؟
هذه الأسئلة ، وعشرات الأسئلة غيرها ، مطروحة على العقلاء في بلادنا ، الذين لم تَجتَلهم الشياطين !
فهل من إجابة ، لدى هؤلاء ؟ أمّا الذين اجتالتهم الشياطين ، فالكلام عنهم له شأن آخر!
وسوم: العدد 919