الكلمة .. والحقيقة !
قال رسول الله : مَن كذبَ عليّ متعمّداً ، فليتبوّأ مقعده من النار !
وقال : إنّ في المعاريض ، لمندوحة عن الكذب !
وردت قصّة عن النعمان بن المنذر ، ملك الحيرة ، أنه كان يأكل في قصره ، مع أحد الوجهاء ، وكان أحد الشعراء حاضراً ، فأحبّ أن ينفّر النعمان ، من الرجل المؤاكل ، فقال له مرتحزاً ، من أبيات مدح فيها نفسه وقومه :
مهلاً أبيتَ اللعنَ ، لا تأكل معهْ !
فقال النعمان : ولمَ ويحك ؟
فقال الشاعر أبياتاً ، فيها وصفٌ ، يحطّ من قدرالرجل !
فقال الرجل : أبيت اللعن ، لا تصدّقه ، إنه كاذب !
فقال النعمان : قد قيل ماقيل ، إن صِدقاً وإن كَذباً فما احتيالك في قول ، إذا قيلا؟
ثمّ أمره النعمان ، بأن يكفّ يده عن الطعام .. وذهبت قولة النعمان مثلاً !
النفاق كلام ، يقال باللسان ، يخالف حقيقة مافي القلب ! وقد أخبر الله عن المنافقين ، أنهم في الدرك الأسفل من النار!
سئل أحد الزعماء ، عن سبب انتصاراته السياسية والعسكرية .. فكان جوابه أنه انتصر بالصدق ، لأنه يقول كلمة ، يحسبها الناس مناورة أو كذباً ، فيبنون مواقف على وهمهم .. وهو يحقّق الانتصار، بسبب ظنّهم هذا !
وسوم: العدد 919