أخلاق الآباء : قد تنفع الأبناء ، أو تضرّهم !
قال تعالى ، عن الغلامين ، اللذَين أقام لهم الخضر الجدار:
(وكان أبوهما صالحاً ..).
وقال عزّ وجلّ :
(وليَخشَ الذين لو تَركوا من خلفِهم ذرّية ضعافاً خافوا عليهم فليتّقوا الله وليقولوا قولاً سديداً).
وقال رسول الله : إنّما بُعثت لأتمّم مكارم الاخلاق !
وقال عليه الصلاة والسلام : ألا أنبّئكم بأحبّكم إليّ ، وأقربكم منّي مجالس يوم القيامة ؟ أحاسنكم أخلاقاً ، الموطّأون أكنافاً ، الذين يَألفون ويُؤلفون !
شفاعة أخلاق حاتم الطائي ، لابنته وقبيلته !
هُزمت قبيلة طيّء ، في حروب الردّة ، وأسِرت ابنته وقبيلته ، لدى المسلمين ! فأخبرت ابنة حاتم ، رسولَ الله بنسبها ، وأنها ابنة حاتم الطائي ، فأمر رسول الله بإعتاقها ، فطلبت إعتاق قبيلتها ، فأعتق رسول الله القبيلة ، وكلّ ذلك كان إكراماً لحاتم ! وقد قال رسول الله : خلّوا عنها ، فإن أباها كان يحبّ مكارم الأخلاق ! وورد في بعض الحديث ، أنه قال : لوكان أبوك مسلماً ، لترحّمنا عليه !
ماذا يستفاد من هذا كلّه ؟
إن الخُلق الحسَن محمود بذاته ، بصرف النظر عن ديانة صاحبه ، وإن الخُلق السيّء مذموم بذاته ، بصرف النظرعن دين صاحبه !
ولا بدّ ، في هذا السياق ، من التذكير بالسياسي السوري البارز، الذي عبث بتاريخ بلاده، قرابة ربع قرن ، ومكّن عبثه ، بعضَ القوى الشرّيرة ، من الإمساك بأزمّة السلطة في سورية ! فاضطرّ أن يقيم خارج بلاده ، مشرّداً مريضاً ! وحين مات ، لم يسمح رئيس الدولة ، بدفنه في بلاده ! فقد استكثروا عليه ، حتى مكان القبر في بلاده !
وقد اعتُقلت ابنته ، وهي مريضة ، سنوات .. ثمّ أفرِج عنها !
أفلا يُذكّر هذا ، بالآية الكريمة : (وليَخش الذين لو تَركوا من خلفهم ذرّية ضعافاً خافوا عليهم ..)؟
وسوم: العدد 923