المستحيلات كثيرة ، منها : التفاهم بين العقول المتناقضة ، التي تفهم المصطلحات بشكل متناقض !

ذكر أحدهم أن المستحيلات ثلاثة ، هي : الغول والعنقاء والخلّ الوفيّ ! فهل هي ثلاثة فقط؟ 

مرّت جنازة ، فسألت عجوز، مدرّسا للغة العربية : ابني ، مَن المتوفيّ ؟ فقال لها : الله ! فقالت بذعر: قل هو الله أحد ! لقد سألتْ عن المتوفّى ، فقالت المتوفّي ، حسب فهمها للغة ! فأجابها المدرّس ، حسب فهمه للغة : الله ! وهو مّحقّ ؛ فقد قال تعالى : الله يتوفّى الأنفس!                 فأصابها الذعر من جوابه ! فما لديه وقت ليعلّمها ، وما لديها وقت لتتعلّم منه ! 

في إحدى الاتفاقيات ، ورد النصّ : انسحاب إسرائيل من أراض احتلتها ، (عام 1967)!  وكان النصّ مكتوباً باللغة الإنجيزية، ففهم بعض العرب، أن الانسحاب يكون من الأرض، التي احتلتها إسرائيل (عام  67 9 1) كلها ! ولم ينتبه إليها المفاوضون العرب ، إلاّ بعد إقرارها ، فحدث بشأنها صراع طويل ، مايزال مستمرّاً حتى اليوم ! 

بعض المتحمّسين لإقامة حكم إسلامي ، يرفعون شعار: إقامة حكم الله في الأرض ! وحين يُسألون : عن أيّ أرض تتحدثون ؛ أهي أرض بلادكم ، أم سائر الأرض ؟ يقفون عاجزين عن الإجابة ! وبعضهم تسوقهم الحماسة ، إلى أن يرحلوا إلى بلدان بعيدة ، ليقيموا فيها دولة الإسلام ! وبعضهم يصبحون مرتزقة ، لدى بعض الدول ، التي تمارس عليهم أنواعاً من الخداع ، لاينتبهون إليها إلاّ بعد فوات الأوان ! 

بعض الناس يطالبون بدولة مدنية في بلادهم ! وحين يُسألون عن مواصفات الدول المدنية،  والقوانين التي تحكمها ، وموقع الدين فيها .. يتلعثم كثير منهم ، ولا يعرفون كيف يجيبون ، إذا كان الحديث منصبّاً على دولة ، أكثر أهلها يعتنقون الإسلام ، ويطالبون بدولة يحكمها الإسلام ، بقوانينه وتشريعاته ! 

بعضهم يطالبون بدولة قومية عرقية ، فيختلفون حول نوعية هذه الدولة ، وكيفية قيامها! وتدخل بينهم الدول ذوات المصالح ، فتجذب بعضهم ليكونوا مرتزقة عندها ، بوعود كاذبة! فيختلف هؤلاء ، الحالمون بإقامة دولتهم العرقية ، وقد يقتتلون فيما بينهم ! 

وسوم: العدد 924