قصصُ العُروج (١٥٨)
مفارقات في قصص القرآن
*التعمق والأناة*:
حذار من الاغترار بمظهر أحد، فقد اختار موسى صفوة بني إسرائيل لميقات ربه، الذين ربما رآهم يُكثرون من الشعائر التعبدية، لكنهم قالوا: أرنا الله جهرة!
وحذار من اليأس من أحد في المقابل، فقد اختار فرعون كبار سحرة مصر لمبارزة موسى وهزيمته، فآمنوا على يديه إيماناً لم يزعزعه تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف!
*القُرب والبُعد*:
القرب بحد ذاته لا ينفع ولا يضر، فقد تآمر على يوسف إخوته حتى رموه في غيابة الجب، ووقف بجانبه سجين مصري لم يقابله إلا في السجن، وقدّمه إلى ملك مصر وكان سببا في أن يرتفع ويصبح عزيز مصر!
*دوائر الأمة*:
مصطلح الأمة من المصطلحات النسبية حيث يعمل في دوائر تبدأ ضيقة بحجم الفرد كقوله تعالى: *{إن إبراهيم كان أمة}*، ويتسع ليضم مجموعة صغيرة كالرعاة الذين كانوا يسقون في مدين من دون ابنتي شعيب، فقد رأى موسى: *{أمة من الناس يسقون}*، ثم يتسع المصطلح ليصبح بحجم طائفة عريضة من المسلمين، كما في قوله تعالى: *{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}*، ثم يتسع ليشمل جميع المسلمين، كما في قوله تعالى: *{إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}*، ومايزال يتسع حتى يشمل أبناء آدم جميعاً، قال تعالى: *{كان الناس أمة واحدة..}*، والناس هم البشر جميعا.
*الدعوة لا القومية*:
لا تغني القرابة والقومية عن أصحابها شيئاً، فهذا قارون من قوم موسى بل كان ابن عمه، لكنه وقف ضد دعوته مع الفراعنة، فخسف الله به الأرض وأدخله الجنة، بينما وقف مع هذه الدعوة رجل من آل فرعون يكتم إيمانه، فصار من رفقاء كليم الله في الدنيا والآخرة!
*الإظهار والإخفاء*:
لا قيمة للشكل بدون المضمون، ولا للإسلام بدون الإيمان، فقد أظهر قارون إيمانه نفاقاً فكذبته أفعاله، وكتم رجلٌ من آل فرعون إيمانه، ففضحته أفعاله عندما تصدى لمحاولات قتل موسى من قبل قومه.
*بُورِك المُتدبِّرون*
منتدى الفكر الإسلامي
وسوم: العدد 927