لكلّ بيت أعمدة وأوتاد ومرتكزات، فما أوتاد المعارضات السياسية وأعمدتها ومرتكزاتها؟
قال الشاعر القديم :
والبيتُ لا يبتنى إلاّ له عَمد ولا عمادَ ، إذا لم تُرس أوتاد
فإن تجمّع أوتادٌ وأعمدةٌ وساكن ، بلغوا الأمرَ الذي كادوا
البيوت القديمة المصنوعة من الشعر، تحتاج إلى أوتاد وأعمدة .. أمّا الحديثة فتحتاج إلى مرتكزات ، من أنواع مختلفة !
وقد مات أحد شيوخ القبائل البدوية الكبيرة ، فصاحت امرأة مولولة : ويلاه .. لقد انهدّ عمود الدنيا !
وهي صادقة في تصوّرها هذا ، فشيخ القبيلة هو عمود الدنيا ، لأن القبيلة نفسها ، هي الدنيا في نظر أفرادها ؛ ولا سيّما الذين لايعرفون من الدنيا سوى القبيلة !
فإذا كان عمود الدنيا هو شيخ القبيلة ، في نظر أبناء القبائل ، فما شأن الآخرين : زعماء الأحزاب ، والأحياء في المدن .. وشيوخ القرى ، وغيرهم ..؟
إن التجمّعات البشرية ، عامّة ، لا بدذ لها من مرتكزات قوية تمسكها ، منها : الأوتاد والأعمدة وغيرها .. وإلاّ انطبق عليها قول الشاعر، في بداية هذه السطور!
وإذا كان زعماء الأحزاب والكتل ، في المعارضات السياسية ، هم المرتكزات التي تقوم عليها هذه المعارضات ؛ سواء ماكان منها أعمدة أو أوتاداً .. فما حال المعارضات السياسية ، المختلفة الأهواء والمشارب ، والطموحات والتوجّهات ؟ وكيف يكون حالها، حين يجتمع زعماء عدد من قادة المعارضات ، ولكلّ زعيم رؤيته الخاصّة ، المنبثقة عن رؤية حزبه أو كتلته ، والممتزحة برؤيته ، هو، الشخصية ؟
نقول : كيف تتفق هذه الأحزاب والكتل ، على منهج وطني يرضي الجميع ، ويغريهم بالعمل المشترك ، لتحقيق أهداف مختلفة ، بالأصل ، ولو اتفقت مرحلياً ، على نقاط مشتركة ؟
وسوم: العدد 930