من ذكريات الجامعة، خنافس وميني جوب
لم أكن أتصور وأنا طالب في جامعة حلب أن يكتب لبعض أبيات نظمتها ذيوعا وانتشارا ؛ لأنها لامست الواقع عند كثيرين وكثيرات
ففي أواخر ستينيات القرن الفائت انتشرت تقليعة ( الخنافس ) وغزت الشباب الجامعي وغيرهم ، حتى صار من الصعوبة التمييز بين الإناث والذكور ، في وقت كانت فيه الأمة تعاني من نكبة حزيران 1967وآثارها !
فكتبت مقدمة قصيرة جاء فيها : إن الذين لا يستطيعون محو آثار التخنث في نفوسهم لا يستطيعون محو أثار العدوان عن بلادهم " وصورت حال أحد هؤلاء
بكى الخنفوس لما جندوه وساقوه إلى ساح الجهاد
وأضحى يلطم الخدين حزنا كأرملة أقامت في الحداد
أيذهب للوغى من كان خنثى وساحته الشوارع والنوادي
إذا دقت طبول الحرب يوما ولبينا نداء للمنادي
فأعط الخنفس المخبول مشطا مرآة فذاك من العتاد
حرام فتلك الحشرات ظلما و آلاف الخنافس في البلاد
وفي تلك الفترة أيضا انتشرت موضة ( الميني جيب ) بين بعض الفتيات وغدا تقصير (التنورة ) إلى ما فوق الركبتين مجالا للتسابق ، فكتبت أبياتا منها :
لبست ( الميني جوب ) لكي يقولوا بأنك أول المتحضرات
وأبديت المفاتن والخفايا أهذا ما فهمت من الحياة
فإن كان الحياء بنا جميلا لعمرك فهو أجمل بالبنات
كنت أدرس في كلية اللغة العربية ، وكان لا بد للخارج من الجامعة أن يمر على كلية اللغة الفرنسية التي تغلب فيها نسبة الإناث على الذكور ، وكان صديقي صفوت البرازي (رحمه الله ) يمازحني قائلا : أسرع قليلا ، أخشى عليك منهن ؟ فقد عرفن أنك صاحب الأبيات ..فأذكره بأن الخنافس لم يفعلوا شيئا ، مرددا المثل العربي ، لو غير ذات سوار لطمتني !
وسوم: العدد 934