يا يومَ الفجرِ..

أحيّيكَ يا يومَ المولِد.. يا يومَ الفجرِ الساطعِ.. 

من عُمْقِ القلبِ أحيّيكَ.. يا مولِدَ سيّدِ خَلْقِ الله..

سيدي رسولَ الله: ولِدتَ فبزغَ النورُ من دُجى الظُلُمات..

وطلعتَ إلى الدنيا لتبشّرَ بالفجرِ.. يُبَدِّدُ ليلَ عهودٍ سوداء..

يا يومَ الفجرِ: أتذكر كيفَ استبشرَ في الدنيا الضُعَفاء؟!..

هل تذكر كيف ارتعدَ أبو جهلٍ؟!..

وكيف اهتزَّ لكسرى الإيوان؟!..

هل تذكر يا يومَ الفجرِ.. كيف انطفأتْ للبغيِ النيران؟!..

هل تذكر يا يومَ النورِ.. كيف ارتفعَ صَرحُ الحقِ.. وكيف انطلقَ الإيمان؟!..

هل تذكر كيف انحسرَ الطغيان؟!..

*     *     *

ياذكرى المولِدِ.. يا يوماً يُشعِلُ في الصدرِ الأحزان!..

يا أيتها الذكرى تَهْفو من بين الأشجان!..

عادتْ ذِكرى المولِدِ.. لكن ما عادتْ للضُعَفاءِ البُشرى!..

وأبو جهلٍ في أقطارِ الأرضِ يَصولُ.. ما ارتعدَ أبو جهلٍ للذكرى!..

كم من كِسرى يتسلّطُ في دنيا البشرِ.. ما اهتزَّ أكاسرةُ الأرضِ..

ما اهتزَّ لكسرى إيوان!..

ما زالتْ توقَدُ للبغيِ النيران!..

*     *     *

كسرى يتربّعُ في عَرشِه.. 

من أجسادِ ضحاياهُ يبني الإيوان!..

من نفطِ العربِ يوقِدُها تلكَ النيران!..

هل يرضى حُـرٌّ أن يَحْيَا في كَنَفِ الطغيان؟!..

هل يبقى كسرى يتربّعُ ضِمنَ الإيوان؟!..

اسأل، فالحُرُّ يجيبكَ.. وجوابُهُ يتردّدُ في كلِّ الأركان:

يا ذكرى المولدِ ستعودينَ بإذن الله.. وقد انهارَ الإيوان!..

وكسرى في الأصفادِ.. أو في القبرِ.. يتجرّع تَبِعاتِ العدوان!..

وأكاسرةُ الأرضِ.. إن بقيت منهم باقيةٌ.. فَسَتُكْنَسُ.. 

وستُخمَدُ كلُ النيران!..

وسوم: العدد 951