الاعتزاز بالإسلام
إظهار اعتزازك بالإسلام من أوجب الواجبات في هذا الزمان...حتى لو كنتَ مقصراً، وحتى لو كنتِ مقصرة ومتبرجة. نعم...فالحرب على الإسلام تتطلب من جميع بنيه وبناته أن يتصدوا لها، مهما كان لديهم من ذنوب ومعاصٍ..
النظام الدولي، وأذنابه في بلاد المسلمين، يسعون كل يوم جديد ليطمسوا معلماً من معالم الإسلام، ويحاربوا شعيرة، ويُهاجموا مقدساً، ويفرضوا قانوناً، ويشوهوا صفحات المناهج، وهدفهم واضح: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا).
ما الذي يجعلهم يسرعون في سلخ الناس عن دينهم أو يبطئون ويترددون؟ ما يرونه من بقية حياة...فإن وجدوا بموازين حرارتهم حرارةَ إيمانٍ كفوا شيئاً من شرهم، وإذا رأوا أعصاباً باردة وقلوباً ميتةً استمروا.
أمام هذه الهجمة، الكل مطالب بالتصدي...حتى أصحاب أكبر الكبائر ممن لا زال على الإسلام، نتناصح معهم داخلياً كمسلمين، وقد نشتد على بعضنا في النصح كما تفرك إحدى اليدين الأخرى لتغسلا وسخهما، لكننا جبهة واحدة أمام أعدائنا.
أظهروا إسلامكم، أظهروا اعتزازكم به وتعظيمكم ومحبتكم له واستعدادكم للتضحية في سبيله...أنت أستاذ في مدرسة؟ دكتور في جامعة؟ مدير في شركة؟ ابدأ حصصك/محاضراتك/اجتماعاتك باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، صلِّ وادع من حولك من تلاميذك/زملائك أن يصلوا معك، أظهر غضبك إذا استُهزئ أمامك بالدين أو انتُهكت محارمه...مهما كنت مقصرا ومذنباً، فأنت بذلك لا ترائي ولا تخادع وإنما تؤدي شيئاً من واجبك في إظهار دينك وإن قصرتَ في جوانب أخرى...
أنت طالب/طالبة؟ أظهر شعائر الدين حتى وإن كنت مقصرا/شارب خمر/عاق والدين/متبرجة...كل هذا و تظهر شعائر الدين؟! نعم، قد تقول: لكن الذي يعتز بدينه ويعظمه لا يعمل هذه المعاصي التي تذكرها...
بلى! يجتمع الخير والشر والصلاح والفساد...(ولكل درجات مما عملوا)...أنت تظهر الدين لا لتقنع نفسك أنك قمت بما عليك وتعفي نفسك من ترك الذنوب، بل تكون قد أسأت في جانب وأصلحت في جانب، فترجو بذلك أن يتداركك الله برحمته ويعينك على إصلاح نفسك، وأن تكون من أهل قوله تعالى: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم)...ولا تلتفت لاستهزاء المستهزئين ولا لقول القائلين: "صرت شيخ/شيخة؟!"...بل تَمَسَّك وبُثَّ روح العزة وانظر كيف سترفع بها الهمم بإذن الله.
شرع الله لنا رفع الأذان وتكبيرات العيد والفرح بالأعياد لإظهار الدين ولعلمه سبحانه أن هذا مما يرفع الهمم ويبث العزة ويُثبت على الإيمان. وأعداء الإسلام يريدون لنا أن نمشي منفيين في أراضينا ونعيش غرباء في بلادنا...فلا تطيعوهم واعلموا أنكم أنتم بطاعة الله الأصيلون وهم المتطفلون...(إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
فأظهروا دينكم.
وسوم: العدد 956