بين ستر المرأة وحجبها

يعلم كل إنسان فضلا عن كل مسلم أثر المرأة والأم في تربية أولادها حيث يقضي الأولاد الوقت الأكبر مع امهاتهم لا مع آبائهم لكننا رأينا كثيرا من الازواج والآباء "المتدينين" حريصين على عدم خروج الزوجة أو البنت او الأخت خارج بيتها إلا لضرورة وحاجة ماسة وقد امتد هذا الحرص إلى منع الخروج أو حتى الحث على حضور المناشط التربوية والدعوية التي تبني الأم والبنت والأخت فكريا وتربويا ومهاريا اولا ولينعكس ذلك على تربية الاولاد ثانيا وللاسباب ذاتها من افضلية البقاء في البيت وخدمة الزوج وتربية الأولاد وعدم تضييع الاوقات غير الضرورية مع استدلال بالنصوص الشرعية طبعا !!!

 لكن المفارقة المضحكة المبكية انها تغادر بيتها إلى بيت اهلها وأقاربها واصدقائها ولسوقها وجامعتها ومناسباتها ووظيفتها ولكماليات حياتها ويراها البر والفاجر بعدد مرات هي أضعاف مضاعفة عن عدد مرات خروجها لتعلمها الدين وأصول التربية والمهارات الضرورية في مسجد أو جمعية أو غير ذلك خصوصا إذا كان تعلمها من الرجال!!

وهي إن بقيت في بيتها صرفت أوقاتا مضاعفة أيضا مع هاتفها وافلامها ومسلسلاتها وترى فيها ما ترى من أرذل الرجال!!

طبعا لسنا ضد ذهاب المرأة لأهلها وأصدقائها وسوقها وجامعتها ووظيفتها لكننا هنا نقارن. 

والمفارقة الأكبر انه حين يرى تقصيرها في بيتها مثلا فإن أول ما ينهاها عنه هو الذهاب لهذه المناشط التربوية وليس الذهاب إلى القرابات والاصدقاء والسوق والعمل وصرف الاوقات في المواصلات وأمام الهاتف والتلفاز كأن دينها وتربيتها هي من تتحمل قصورها وأن في انقطاعها عن هذه المناشط يكمن علاجها واستدراك قصورها !!

ثم ياتي فيشتكي بعد ذلك أن زوجته وابنته واخته لم يتعلموا دينهم كما يجب وأن اولاده لم يتربوا كما هو مطلوب!

فبربكم أهذا ستر للمرأة وصيانة لها أو هو حجب لها عن تلقيها الخير من غيرها؟!!

ما لكم كيف تحكمون؟

وسوم: العدد 959