أولويات تربوية نقتنصها من تاريخ التشريع الاسلامي
لو حاولنا أن نقارن بين الاولويات التربوية القيمية والأخلاقية في السيرة النبوية، وبين أولوياتنا المجتمعية السائدة. سنشعر بفروق كبيرة. وأن بعض القضايا تتضخم في مجتمعاتنا وعلى موائدنا الفقهية والفكرية معا.
خلال أربعين جيلا هي عمر دعوة الاسلام المحمدية تضخمت بعض القضايا في العقول والقلوب، وضمرت مع الاسف قضايا أخرى، أو تنحت وانزوت وربما توارت.
وأول ما نلتمسه في الشخص "المتدين" اليوم، او المقبل على الاسلام، أو الذي نعده للمستقبل عن طريق مدخلاتنا التربوية يختلف عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. ومع انه لا يصعب على أي باحث مدقق فينا ان يجري هذه المقارنات، ويستخلص النتائج. إلا أن سطوة "السائد" وصرامة "ممثليه" يشكل عائقا مهما في وجه أي محاولة جادة في هذا السبيل.
ولو عدنا إلى تاريخ التشريع الاسلامي. بمعنى الى التساؤل ما كانت الاولويات القيمية والتربوية لرسولنا الكريم في دار الأرقم..
في أي عام شُرع؟ وفي أي عام مُنع، وتاريخ التدرج في التشريع او المنع والتحريم. لوجدنا معطيات خصبة تعيننا على إعادة التوازن لمنظومتينا القيمية والأخلاقية على السواء. وهذا التوازن بأبعاده كافة "لا وكس ولا شطط" هو الكفيل بإعادة بناء الشخصية الاسلامية على الاسس نفسها التي ربى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس. والتي نحن في أمس الحاجة إليها لصلاح دنيانا وأخرانا..
محاولة للفت النظر للذين يبحثون عن منطلقات جديدة للتأسيس. ولاسيما بالنسبة للأجيال التي نعتدها لحمل الراية وأداء الأمانة.
وسوم: العدد 965