ليل آذار الطويل، أهم الأحداث التي مرّت على سورية - الحلقة الأخيرة
بعد انقلاب الثامن من آذار 1963 وحتى عام 1970م
1-تعيين وزير الداخلية العميد أمين الحافظ نائباً للحاكم العرفي بمرسوم من قيادة مجلس الثورة، يخوله ممارسة جميع الصلاحيات المنصوص عليها في قانون الطوارئ.
2-أصدر المجلس الوطني لقيادة الثورة مرسوماً تشريعياً يقضي بإلغاء ترخيص ستة عشر صحيفة بتهمة تأييد الانفصال، دون أي حق بالتعويض مع ختم مكاتبها ومطابعها بالشمع الحمر، كما يقضي المرسوم بمصادرة هذه المطابع وموجوداتها لصالح خزينة الدولة ببيعها أو توزيعها بين الوزارات والإدارات، كما يقضي بأن توضع تحت الحراسة القضائية الموال المنقولة وغير المنقولة العائدة إلى أصحاب الصحف وزوجاتهم وأولادهم ما لم تكن ملكيتها قبل 28 أيلول 1961م.
3-أصدر مجلس قيادة الثورة بتاريخ 25/3/1963م مرسومان يفرض أولهما جزاء العزل السياسي على رجال الحكم السابق في سورية باعتبارهم (ركائز العهد الانفصالي). أما الثاني فيتضمن أسماء أربعة وسبعين شخصاً وصمهم المرسوم بأنهم استعملوا نفوذهم أو ثرواتهم أو سخروا وظائفهم لخدمة الانفصال
4-أصدر مجلس قيادة الثورة بتاريخ 15/3/1963م قرار تشكيل الحرس القومي على غرار ما جرى في العراق بعد انقلاب 8 شباط، وقد تطوعت في هذا الحرس القيادات العليا لحزب البعث سواء في سورية والعراق، للدفاع عن حكمهم العسكري الديكتاتوري المهدد، ومن القيادات البعثية التي تطوعت رئيس الوزراء صلاح الدين البيطار.
5-تصفية وقمع ضباط حركة 18 تموز 1963م وعناصرها بدموية لم يكن لها سابقة.
6-قمع الحركة الطلابية التي قامت في مدينة بانياس الساحلية وإلقاء عدد من الطلاب في نهر بانياس جثث هامدة.
7-قمع الجيش والحرس القومي لانتفاضة حماة عام 1964م، وضرب جامع السلطان بقذائف الدبابات والمدفعية.
8-قمع الجيش والحرس القومي لانتفاضة الجامع الأموي بدمشق عام 1965م، واقتحام صحن جامع بني أمية بالدبابات.
9-تصفية الجيش السوري: فقد تم تسريح أكثر من (500) ضابط من مختلف الرتب من كوادر الجيش المحترفة في الأيام الأولى لانقلاب الثامن من آذار، وحل محلهم ضباط احتياط من المعلمين والموظفين المترهلين الذين لا يملكون أية خبرة عسكرية، ومؤهلهم الوحيد هو كونهم ينتمون إلى حزب البعث الحاكم.
يقول الفريق لؤي الأتاسي عضو الوفد لمباحثات الوحدة الثلاثية في نيسان 1963م في مصر، وكان يشغل منصب رئيس الدولة السورية بعد انقلاب الثامن من آذار، وبالتحديد في 14 نيسان 1963م، أي بعد سبعة أيام من الانقلاب: (حتى الآن صار عندي 300 ضابط مسرح من مختلف الرتب، وماشين بالتسريح، وأي إنسان لو أشك أنه ممكن لا يمشي مع الاتجاه على طول يخرج).
كما يقول: (إن عدد المسرحين من الجيش السوري بعد الثامن من آذار من الضباط وصف الضباط قد بلغ الآلاف، وامتدت التصفية إلى ضباط الأمن - وزارة الداخلية - وحتى طلاب الكلية العسكرية عندما صرفت دورة كاملة بحجة أن طلابها جميعاً من الانفصاليين).
يقول الحوراني في مذكراته -الحلقة 33 تاريخ 3/9/1997م:
(لقد استمر إصرار انقلابيّ الثامن من آذار من العسكريين على استراتيجية تصفية الجيش السوري إلى ما قبل حرب حزيران 1967م، بسبب التكالب على السلطة تحت مختلف الذرائع، وبحجة تبني حرب التحرير الشعبية، مما أضعف قدرة الجيش السوري على القتال، وغلّف ذلك بمختلف التنظيرات.. بالوقت الذي لم يهيأ فيه جدياً لحرب التحرير الشعبية، مع أنه لا يمكن أن تكون الحرب الشعبية بديلاً عن تقوية الجيش وإنما رديفاً له).
ويضيف الحوراني قائلاً: (وهكذا نجد وزير خارجية النظام الديكتاتوري إبراهيم ماخوس يصرح قبل يوم واحد من حرب حزيران بحضور بعض الدبلوماسيين: الشعب العربي الكبير بما يملكه من طاقات وقوى مصمم على أن تكون نهاية الإمبريالية في المنطقة، إنكم تعرفون أن حروب التحرير الشعبية لا تحسم بالطائرات ولا بالدبابات، لأن قوتها نابعة من التصميم والإرادة والإيمان المطلق بالحرية، والشعب العربي مصمم على النصر مهما كان الثمن. وقد ذكرت هذا الحديث مجلة اليوم السابع الصادرة يوم 8/6/1987م).
ويتابع الحوراني قائلاً: (كان الهدف الأول بعد انقلاب الثامن من آذار للمدنيين والعسكريين على السواء أن يستخدموا الجيش أداة لأغراضهم في السيطرة على الحكم، ولم يكن هدفهم تقويته وإعداده لمعركة المصير.
لقد قال لي -والكلام للحوراني-الدكتور فيصل الركبي أنه حاول تنبيه ميشيل عفلق بعد الخلاف بين أمين الحافظ والقيادة القومية من جهة وبين صلاح جديد والقيادة القطرية من جهة ثانية إلى أن هذا الحلاف سيؤدي إلى تمزيق الجيش، فأجابه عفلق:
إننا نرحب بهذا الخلاف الذي سيخلصنا من الجيش وتسلطه على الحزب وعلى الحكم).
10-اكتشاف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين عام 1965م.
11-حدثت مجابهة دموية بين أمين الحافظ وحرسه من جهة وبين قادة حركة 23 شباط 1966م من جهة ثانية، تم فيها اعتقال أمين الحاف والسيطرة على الحكم.
12-عام 1967م تقهقرت القوات السورية مهزومة أمام القوات الصهيونية دون أية مقاومة تذكر، لتدخل القوات العدوة بغير حرب مدينة القنيطرة وتحتل كامل مرتفعات الجولان المنيعة.
13-عام 1970م حدثت مواجهة عنيفة بين القوات السورية-التي حاولت اجتياز الحدود الأردنية-والجيش العربي الأردني، وتم دحر القوات السورية وإجبارها على العودة من حيث أتت بعد تكبدها خسائر فادحة.
المصدر
*كتاب حزب البعث-محمد فاروق الإمام
وسوم: العدد 975