مساهمة في نشر الخير من خلال الكلمة الطيبة نلتقي في شهر رمضان الكريم
مساهمة في نشر الخير من خلال الكلمة الطيبة نلتقي في شهر رمضان الكريم، نشارك أحبابنا بتوجيهات إيمانية و تربوية، تكون فرصة يغتنمها للصائم في طاعة الله .
الحلقة الحادية عشر : كيف تكون الأفضل ؟
يبحث الكثير عن التميز و النجاح، يحلم الكثير تحقيق أحلامهم و أمنياتهم، يحلم الكثير بلوغ مراتب الاستحقاق و هذا أمر إيجابي، يتوافق مع فطرة الإنسان، فلا أحد يرضى بالرتب الدنيا، أو يرضى احتلال المراتب المتأخرة، ففطرته تريده أن يكون الأول في كل شيء ، و هذا أمر نسبي التحقيق ، لا يحظى به الكل ، مع أن طلب الأفضلية أمر مشروع و السعي أمر مستحسن ، للوصول لمراتب الأفضلية هذا ما سيكون صلب حديثنا ، نطرحه من زوايا حقيقة مبتغى هذه الأفضلية التي يسعى الكثير لتحقيقها و الظفر بها ، نستعرض بعض النماذج .
في مسرح الأحداث و محافل الحياة و دروبها لأن الكل يسعى لليلاه ، فواحد ليلاه تحصيل الغنى و الترف المادي ، وذلك ليس مذموما في ذاته ، لكن لكي نكون الأفضل ، يكون وسيلة لا غاية ، فيحصل عليه بالوسائل المشروعة ، بالكد و الاجتهاد ، ثم لينفق في وجوه الخير، يستمع به في مباحاة الدنيا و سعادة الآخرة، أن يكون للفقير نصيبه من الزكاة و الصدقة ،يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى ، يتجمل بالآداب المثلى التي جاء بيانها في آيات القرآن الكريم
قال تعالى:
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (سورة البقرة)
و آخرون يركبون زمام النفوذ و السلطة و وجاهة المكانة بعلو المنصب و رفعة المقام و هو مبتغى النفس و هي وظائف تعطي لأصحابها من المزايا و الامتيازات ، لكن الأجدر و الأحق بالفوز بالأفضلية ، أن يوضع مقامه و سمو رتبته في خدمة المجتمع ،و تخفيف معاناته ، تحقيقا لصفة الفرد الصالح في المجتمع (نافع لغيره)
و أي فضل و علو شأن حين يستخدمنا ربنا لرعاية حقوق الناس و خدمتهم ، فهي فضيلة عظيمة لا يساويها فضل ، شريط أن تؤدى على وجهها الصحيح ، فننال خير الدنيا و الآخرة ، و يا بشرى لمن كانت الجنة نصيبه و مأواه.
يقول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]
نحاول أن نسوق بعض النماذج الأفضلية بالموازين الحقيقية نستعرض نصوصا شرعية، تبين ما يجب أن يكون عليه المتنافسون على مراتب الأفضلية و قد اكتفيت بموذج توضيحي لكثرة الأمثلة في القرآن الكريم و السنة الشريفة وجدت النموذج المفضل جاء في سياق وصايا لقمان الحكيم لابنه
قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ. وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ. وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ. يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ. يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ. وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} سُورَة لُقْمَان: الْآيَات 12 – 19
و في آخر المقال علينا أن ندرك حاجتنا للتربية الصحيحة، فهي المحصن و الحامي، أتخيله واجب الأسرة و المدرسة و المربين و المجتمع والدولة على حد سوى، يكون محصل تلك التربية تحقيق الآمن النفسي و الاجتماعي، ليكون ختام نتاجه سعادة الدنيا و الآخرة .
وسوم: العدد 976