قمة تحويل التعليم الأممية

الجمعية العامة للأمم المتحدة، نيويورك..

16 - 17 -19 إيلول - سبتمبر

انعقدت قمة عالمية تحت عنوان "تحويل التعليم" تمنيت أن يقوم مختص من التربيويين العاملين بكفايتنا أمرها. وأن يقول فيها أهل القول، فيكفونا القول بالقسط. وبطبيعتي لا أحب المواقف الشمولية، التي ترى الأمور خيرا محضا أو شرا محضا. ولذك أحببت أن يكفينا القول من يغوص في الأمور. ولكن الناس في هذا العصر في أمر مريج..

ويقوم المؤتمر على ملاحظة أن أزمة كونية عالمية تأخذ بعنق التعليم في العالم، وتستمر بطيئة - خفية، غير مرئية، وتقطع على أجيال البشرية طريق مستقبلهم. وسيكون لها أبعادها المدمرة المصادرة لمستقبل الأجيال، وهو كلام جدير بالتأمل حقيق بالإصغاء.

وقد تجلت هذه الأزمة بشكل أوضح بعد أزمة كورونا والانقطاع عن التعليم الفيزيائي على مدى ثلاث سنوات، وهو أمر يستدعي إعادة فحص جدوى التعليم عن بعد، أو التعليم أونلاين، ولاسيما في سني المدرسة الأولى حيث يفرض المعلم - المعلمة ، حضورهما العملي في حياة التلميذ ويصاحبانه صلاحا وعلما أو .... إلى آخر سني العمر ..

وتوقف المؤتمر عند ملامح أزمة التعليم في بعدها العالمي عند المحطات التالية : المساواة - والشمول - والجودة - والملاءمة..فهل حقا أن أطفال العالم يتلقون تعليما يمكن أن يوصف بمثل هذه الأوصاف؟؟ أو هل أن أطفال العالم أجمع يتلقون القيم التي تعزز هذه المعاني؟؟ كل الأسئلة يمكن أن تطرح، وتظل مفتوحة للحوار أو الجدل ..

أعتبر المؤتمرون أن قضايا التعليم تشكل من الخطر المستقبلي بحيث يجب أن ترتفع إلى مقدمة القضايا السياسة في العالم.، فتعطى من الأهمية النصيب الأوفى والأوفر....

من المؤسف أن نقول إن كل هؤلاء القتلة والمستبدين والفاسدين والمنافقين وتجار المخدرات والمجرمين والمغتصبين قد تخرجوا من "مدرسة" !! وتلقوا النوع نفسه من التعليم، بمرجعياته الكبرى. وعلى المقاعد نفسها!!

منذ أيام ونحن في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، نرى شخصية عالمية سياسية ومثقفة ومؤثرة وذات مكانة في بلدها تمتنع عن مصافحة شاب أسود فقط لأنه أسود.!!!!! فماذا يفعل وعظ الواعظين، وماذا ينفع تقنين المقننين؟؟

وتتحدث القمة أو تركز عن ضرورة "تحويل التعليم" في عالم شديد التحول، سريع التطور.بما يضمن تكييف آليات التعليم ونظمه ودعم الأمثلة الإيجابية، واحترام دور المعلم ومكانته وتوفير احترامه. ففي عالم سوّدت فيه قيمة "الطفل دائما على حق" في مواجهة والديه، كما في مواجهة معلميه، ماع فيه، أو ضاع فيه كل شيء. والمراجعات الجادة ليست مناكفات. وأول ما يجب أن يتعلم الطفل، احترام الآخرين وأن لدائرة رغباته حدودا...

في عالم يستطيع فيه طفل بالاتصال برقم ساخن، أن يسجن والديه، أو أن يعاقبهما بالانفصال عنهما، ماذا نرجو من تربية أو تعليم!!

وفي الحديث عن المساواة كقيمة إنسانية مطلقة، يمكن أن نتحدث عن المساواة في فرص التعليم بين ما يسمونه العالم الأول والعالم الثالث عموما..أو عن فرص التعليم في عالم تعصف به الأزمات أفغانستان والعراق وسورية ولبنان وفلسطين والسودان، ويمكن أن نتحدث عن قيمة المساواة بين البشر على خلفية الألوان والأعراق، أو على خلفية الملل والنحل، أو على خلفية الجنس بين الذكر والأنثى.. ونتساءل مع الكثير من العلماء هل من الحكمة أو من المساواة في شيء أن يشكك الإنسان الفرد، ذكرا كان أو أنثى، في هويته الجنسية ،في نزوع مرضي للمسيطرين على ديانة السوق العالمية، لمصادرة النسل الإنساني...؟؟

قرأت تقارير عديدة عن مؤتمر "تحويل التعليم" الذي انغقد كما قلت في سحابة هذا الشهر ..وما زلت أطمح أن أقرأ، ويهمني أكثر أن أقرا لدارسين موضوعيين محايدين !! .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 999