روابطنا الإسلامية ومنتدياتنا الأوربية بالعباءة والدراعة الوطنية...!!

ويتملكني العجب، وكثيرا ما يعقل لساني الحياء أن أقول، فأقول في نفسي وفي صدري: وللناس فيما يعشقون مذاهب..!!

وأدعى كثيرا إلى محافل ومنتديات وتجمعات ذات عناوين "أوربية" وليس لها من أوربيتها إلا العناوين!!

وفي أوربة أو في الغرب أصبح لدينا جالية أو تجمع بشري "سوري - عربي - إسلامي . متعدد الرؤى والتوجهات والاختيارات. تجمعه أمور ويفترق على أخرى، وكله يواجه ظروفا متشابهة، وقوانين وإجراءات تصدر عن جهات منظمة موحدة، ويحتاج في التعامل معها إلى التثقيف والتوجيه وإلى الإرشاد في حسن التعامل، واستدامة الرشد في تحديد المواقف. وإلى الطريقة الأمثل لمواجهة "التحدي - الاستجابة" !! ومع ماسة الحاجة تلك، فإن لابس الدراعة لا يزال يذكرنا بمشاكلنا يوم كنا في الشاغور أو في بانقوسا أو في الحاضر أو بابا عمرو.. وعليه ينسج ويحيك ...

منذ أيام تابعت هنا أثارة خفيفة عن انتخابات السويد، والفوضى التي خاض مهجرونا الانتخابات بها، وأشرت إشارات محدودة إلى النتائج الأولية، وانتظرت أن يسعفنا الناس هناك بنتاج دقيقة وقراءات تحليلية؛ ولكن كل ذلك لم يحصل، ولم نعرف ولن نعرف..والألف لا شيء عليها..

ثم بالأمس الأحد : 25/ 9 / كانت الانتخابات في إيطاليا ،شخصيا لم أعرف عنها غير اليوم، اليوم فقط قرأت تقريرا عنها، وعن تلمظ اليمين الإيطالي على أمور ليس لي أن أذكرها . وشخصيا حين زرت إيطاليا مرارا كنت أشهد من خلال أسواقها أنها بضعة من جغرافيتنا أو ديمغرافيتنا أو أنها بضعة منا. هذا كلام إنساني غير سياسي!! ومع ذلك استعدَّ الناس للانتخابات في إيطاليا، دخل الناس الانتخابات في إيطاليا، يستعد القراء ليقرؤوا نتائج الانتخابات الايطالية وتأثيرها علينا أي على موضوع الهجرة وقضايا المهجرين، والمنتديات التي وضعت على كتفيها عباءتنا، لم تكن للحظة هناك، قبلا للتوجيه، وخلالا للتأثير ، وبعدا للاستثمار

في بريطانيا حيث أقيم...

تفيد التقارير المعربة اليوم أن رئيسة الوزراء الجديدة "ليز تراس"، ويجب أن أكرر الاسم حتى أحفظه، والتي كانت من المشجعات على تبني مشروع، دفع المهاجرين إلى رواندا، قد عدّلت من موفقها نتيجة حسابات اقتصادية وأرقام قدمها اقتصاديون، عن حاجة الاقنصاد البريطاني إلى المزيد من العاملين. وقرأت في أحد الصحف التركية - مترجما - عن حاجة سوق العمل التركي إلى مزيد من العاملين، وأن السوق بدأ يتضرر نتيجة سياسة التطفيش المتبعة في تركية على كل المستويات، وأقلها المنّ والأذى...!!

أعود إلى بريطانيا وأسأل عن مديري الروابط وأصحاب المنتديات ورواد التجمعات لماذا لم ؟؟

أفهم أن يدعوني منتدى وطني سوري للاستماع إلى محاضرة أو محاورة بشأن سورية، وأن يدعوني منتدى أو تجمع أوربي لمناقشة أوضاعنا حيث نعيش. بل ألح على ذلك ومنذ سنوات

يحتاج المقيم الجديد في أي بلد، ولاسيما إن كان متقدما في السن، فترة أكبر لاستقبال وفهم نشرات أخبارها، الرسمية بلغتها السائدة، أو متابعة صحفها... وها نحن نعيش في بلد، ونظل نجهل كل صباح ماذا يجري فيه. وطلبت ممن رشحوا أنفسهم - زعموا- لرعايتنا ، أن يقدموا لنا كل صباح نشرة من خمسة أسطر عما يجري حولنا؟؟ وأجمل منه أن يضيف إلى إعلامنا حسن توجهنا. نشرة يومية :بعنوان ما يجب أن يعرفه العربي أو السوري في مكان إقامته..

ضغطة على زر في السوشيال ميديا تفي بالغرض.. كنا نحفظ ونحن أطفال:

إن البطالة والكسل ..أحلى مذاقا من العسل!!ويثير عجبي أكثر رجال يتصدرون، ويضبطون نائمين على كراسي الصدارة. ويرون النوم عليها مريحا!!

وأعود ماذا جرى في إيطاليا ؟؟ وأين ستكون الانتخابات في الولايات الأوربية القادمة؟؟ وأين يقترح علينا أولو الأحلام والنهى أن نكون..

فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم ؟؟؟

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 999