حذارِ من إغاثة إسرائيل عربياً في محنتها الحالية !
قالها بن جوريون قبل ولادة دولته المشئومة : " حين نقع في مشكلة يساعدنا العرب في حلها . " ، وتلاحقت هذه المساعدة سرا خفيا ، وعلنا مريبا مشبوها مدى ال75 عاما من عمر هذه الدولة الملعونة الآثمة . من الحقائق الكبرى المسكوت عنها سكوتا واسعا أن بريطانيا كانت هي التي خططت لتدخل دول الجامعة العربية السبع للتدخل عسكريا في حرب 1948 لمنح إسرائيل الوليدة سببا للخروج على قرار تقسيم فلسطين في نوفمبر 1947 بعد ان تهزم جيوش الدول السبع الضعيفة ، وكانت هي وبريطانيا واثقتين ثقة مطلقة من حتمية تلك الهزيمة ، وهي ذات ثقة الدول السبع . الأطراف الثلاثة شركاء في المؤامرة . وفي اتفاق أوسلو أغاثت منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل من الانتفاضة الأولى ، وأهم وأخطر من الإغاثة اعترفت بها وبسيادتها على 78 من الأرض الفلسطينية ، وقبلت متنازلة متساهلة باعتبار الضفة وغزة أراضي متنازعا عليها بين الطرفين ، وحملت عنها أعباء الفلسطينيين فيهما الذين تسميهم إسرائيل سكانا لا مواطنين ، وواضح ما بين التسميتتين من فرق قانوني ، وشاركتها في التصدي لكل من يقاومها منهم تنفيذا للتنسيق الأمني الذي نص عليه الاتفاق . وأول خطوة اتخذتها فور دخولها كانت جمع السلاح من الفلسطينيين . وتمردت حماس والجهاد الإسلامي وبعض قوى المقاومة على كارثة التنسيق الأمني ، وسلحتا عناصرهما ، وعجزت السلطة عن وقف تسلحهما الذي حرر غزة في 12 سبتمبر 2005 . وعلقت إسرائيل أخيرا في الضفة والقدس في شرك المقاومة الصلب المعقد بظهور كتائب المقاومة بدءا بكتيبة جنين التي تلتها كتيبة نابلس وكتيبة الخليل ، والآن كتيبة أريحا التي تميزت بهدوئها مدى سني الاحتلال الست والخمسين ، وأخفقت كل اجتياحات إسرائيل العنيفة الدامية بكل ما حوته من عدوانية عشوائية في القضاء على هذه الكتائب الصغيرة العدد أفرادا والضعيفة تسليحا . وبدا إخفاقها غريبا مخزيا لها ، واندفعت موجات غرابته وخزيه إلى داخلها ملتحمة ومتفاعلة مع أزمتها السياسية ومصعدة لها تصعيدا ممزقا ومهددا بمتواليات مصيرية مفزعة ، وصبت لوافح غضبها على السلطة متهمة لها بأنها لا تفعل ما يكفي في مواجهة كتائب المقاومة ، فهبت أميركا لإغاثتها ، ولجأت إلى الأردن ومصر والإمارات استمدادا للإغاثة . والدول الثلاث دوارة في فلك أميركا ، وإرضاؤها غاية المراد من رب العباد لديها . دور أميركا يشبه في لبابه دور بريطانيا في حرب 1948 ، ودور الدول الثلاث يشبه دور الدول العربية السبع فيها . وهي تهم الآن بتدريب 12 ألف فلسطيني في مصر والأردن للدفع بهم تاليا لإغاثة إسرائيل في محنتها في الضفة ، وامتدادا في القدس ، طبعا دون تواجد فيها ، ولكن بحكم التأثير عل درجة المقاومة في الضفة . ويبدو أن تنفيذ الخطة هداهم إلى وجوب لم صفوف حركة فتح ، والحديث قائم عن التوفيق والمصالحة بين دحلان وأبي مازن . وتغطية لهذا التنفيذ ، في الأخبار حديث ملح عن ضرورة المصالحة الفلسطينية ! كل مسرحية لها أدوات إيهام ، والإيهام الرئيسي في المسرحية الحالية أنها تستهدف وقف اجتياحات إسرائيل لمدن الضفة . وقد يكون من علامات تنفيذ الخطة أن الشاباك طلب من المستوى السياسي الإسرائيلي تهدئة الأحداث التي فجرها وزير الأمن القومي الطائش بن غفير في سجون الأسرى الفلسطينيين التي انتهت إلى ذروة وحشيتها ودمويتها ضد الأسيرات في سجن الدامون . متى يتوقف سريان صحة مقولة بن جوريون عن مساعدة العرب لإسرائيل في حل مشكلاتها ؟!
وسوم: العدد 1018