حفيد مانديلا العظامي يرتزق بعصامية جده مقابل مال الشعب الجزائري المغلول من طرف الطغمة العسكرية المستبدة به
إن تخصيص الطغمة العسكرية المستبدة بالجزائر طائرة خاصة لنقل حفيد مانديلا إلى مخيمات تندوف، تكشف عن مدى بحثها عن شرعية مفقودة داخل الجزائر وخارجها . أما داخل الجزائر فالطغمة تحاول إضفاء تلك الشرعية المفقودة على استبدادها الفاضح وقد زورت انتخابات صورية مثير للسخرية في وقت كان الشعب يتوق فيه إلى ديمقراطية حقيقية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وبصناديق زجاجية شكلا ومضمونا معا، يختار فيها من يحكمه بكل حرية ، ويكون قادرا على إبعاد " كابرنات" الجيش الذين وضعوا على أكتافهم شارات جنرالات كاذبة عن المجال السياسي ، وإلزامهم بثكناتهم .
ولم يحصل ما كان الشعب يريده وقد واصل المطالبة به ما يزيد عن حول كامل خلال أيام جمع متواصلة في الأماكن العمومية رافعا شعارات تندد بالاستبداد العسكري ، وبفساده على جميع المستويات . وظلت الطغمة العسكرية المستبدة تسوف بخصوص إجراء انتخابات نزيهة نزولا عن مطلب الشعب ، وتطارد رموز الحراك ، وتزج بهم في السجون والمعتقلات ، وانتهى بها الأمر إلى طبخ انتخابات صورية نتج عنها تنصيب رئيس دمية للتمويه على تحكم الطغمة في مقاليد الحكم بالبلاد .
أما على الصعيد الخارجي، فإنه لا مصداقية للطغمة العسكرية المستبدة عند المنتظم الدولي ، وهي تحاول صرف ثروة الغاز والبترول من أجل كسبها في ظرف الحرب الدائرة في كرواتيا وتداعياتها على أسواق الطاقة، الشيء الذي جعل دولا ذات مصالح تغض الطرف عن لا مصداقيتها مقابل الحصول على حاجياتها من الغاز والبترول ، وهي جريمة شنيعة في حق الشعب الجزائري، لأنه لو كانت تلك الدول ذات مبادىء كما تزعم وتدعي كذبا لما أقدمت على السكوت الشيطاني على استبداد الطغمة و على لا شرعيتها .
ومعلوم أن هذه الطغمة تعتمد العظامية كنهج في سياستها المنحطة لتمديد وجودها في الحكم أطول مدة ممكنة ، وهي ترتزق بدماء وأرواح شهداء ثورة التحرير الذين ضحوا من أجل أن حرية بلادهم ، و من أجل أن يعيش شعبها حياة كريمة في ظل حكم مدني ديمقراطي . ومعلوم أن العظامية هي صفة العاجز الذي يباهي بمكتسبات غيره ، وتقابلها العصامية وهي صفة من يباهي ويفخر بمكتسباته ، وهذه التسمية نسبة إلى أحد حجّاب النعمان بن المنذر بن ماء السماء في مملكة الحيرة ، وقد صار حاجبا مشهورا اعتمادا على جهده وكفاءته وحمد بذلك ، وصار اسمه رمزا لكل معتمد على نفسه .
ولما كانت الطغمة العسكرية عظامية النهج تتاجر بما قدمه شهداء الثورة ، لتجني من ورائه مكاسب وعلى رأسها تهريب أموال الشعب الجزائري المغلولة إلى الخارج ، فإنها قد وجدت ضالتها في شخص عظامي هو حفيد الزعيم مانديلا الذي كان رجلا عصاميا قاد ثورة بلاده للتخلص من نظام عسكري عنصري . ولما كان الحفيد صفر اليدين بخصوص ما يستحق به شهرة كتلك التي كانت لجده، فقد استقدمته الطغمة العسكرية في الجزائر خلال تظاهرة رياضية لا علاقة لها بالسياسة ليحشر أنفه في قضية الوحدة الترابية المغربية مقال الحصول على مال الشعب الجزائري المغلول ، وفي ذلك إساءة إلى سمعة جده الذي كان يعترف للمغرب بدعمه له أثناء مسيرة نضاله ، وتشهد على هذا الاعتراف تسجيلات مصورة وناطقة يوم تنصيبه رئيسا لجمهورية جنوب إفريقيا ،وكان يومئذ المناضل المرحوم عبد الكريم الخطيب يقف إلى جانبه في المنصة المنصوبة في ملعب لكرة القدم، وهو يثني عليه وعلى المغرب ، ويطلب من شعبه تكرار التحية له .
واليوم والطغمة العسكرية تخصص للحفيد العظامي المسيء إلى سمعة جده طائرة خاصة تقله إلى معتقلات تندوف حيث يحتجز الرعايا المغاربة الصحراويين ليؤدي الدور الذي استأجرته من أجله بمال الشعب الجزائري المغلول ، فإنها تعبر بذلك عن عقدة فقدان الشرعية المزمنة وهي تحاول التماسها بانتهاج نهج الارتزاق والاتجار بسمعة وتاريخ نضال الزعيم مانديلا من خلال حفيده وهو لا شيء ، وفاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه للطغمة التي أرادت شراء هذا المفقود العزيز المنال ،تماما كما ظل تتاجر وترتزق على الدوام بدماء وأرواح شهداء ثورة التحرير ، وهي بذلك تحاول ذر الرماد في عيون الشعب الجزائري بحدث تافه وهو نزول حفيد مانديلا العظامي التافه في مخيمات تندوف لصرفه عن الأوضاع المزرية داخل البلاد بسبب استبدادها و ما له من تداعياته على جميع الأصعدة والمستويات سياسية واقتصادية ...
وأخير نقول إنه لموقف مخجل ومعرة هذا الذي أقدمت عليه الطغمة العسكرية وقبله المرتزق الحفيد بسمعة جده علما بأنه لن يغير حلوله بمخيمات تندوف شيئا من واقع وحدتنا الترابية التي هي إرادة الله سبحانه وتعالى، وإرادة شعب أبي ، وإرادة قيادته الرشيدة .
وسوم: العدد 1018