ماذا لو تعرضت مصر للزلزال؟ اللواء فرج يجيب!
هذا زمان اللواء سمير فرج، وذلك منذ أن خطب في حضرة عبد الفتاح السيسي، وعلم القاصي والداني أن سمير كان قائداً لعبد الفتاح، وقد شهد الأستاذ للتلميذ بالعبقرية، وذلك لأنه اقترح عليه أن يصرف للجنود «شوربة عدس» في الشتاء، لأنها ستبعث فيهم الحيوية والدفء، على العكس من الوضع القائم حيث يفطرون أجباناً!
وعندئذ لمعت عيناه، وتنبأ لتلميذه بمستقبل باهر، وأوشك والحال كذلك أن يهتف: «تكبير»، كانت ملامح السيسي ترتسم عليها حالة من الخجل، وقد أذاع قائده السر، فبدا الحال، كما لو كنا في «الحضرة»، بمعناها الصوفي، وقد كشف الشيخ سر المريد، الذي اجتاز المراحل كلها حتى وصل إلى أعلاها، حيث من ذاق عرف، ومن عرف وصل، ومن وصل اتصل، وهنا لا يكون أمام المريد إلا أن يرفع يديه للسماء وهو يدعو: «يا صاحب السر، إن السر قد ظهر، فلا تجعل لي حياة بعد ما اشتهر». ونرجو مشاهدة فيلم «رابعة العدوية»، للوقوف على ما استغلق فهمه من أمور!
لكن «قطب المرحلة»، القادم من زمن «السادة الأقطاب»، لا يمكنه أن يدعو بما دعا به الأولون من المتصوفة، الذين كانوا يعيشون لأنفسهم فقط، بينما هو يخدم البشرية بمثل هذه الأسرار، التي كشفها اللواء سمير فرج، وقد اغرورقت عيناه بالدموع، فقد توصل تلميذه إلى أن «شوربة العدس» الساخن بإمكانها أن تدب الحيوية في العروق، على العكس من الأجبان الباردة، يا له من اكتشاف مبهر! ومن هنا يفهم لماذا يكون حديث التلميذ دائماً عن ذاته، باستدعاء ما يتصل بنبي الله سليمان، فيكرر قوله تعالى: «ففهمناها سليمان»، ويشير لنفسه، وذات مرة قال إن دعاءه المعتمد هو: «رب قد آتيتني من الملك وعلمتني تأويل الأحاديث، فاطر السماوات والأرض، أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين»، وهو أيضاً دعاء سيدنا سليمان عليه السلام!
قدرات القوات المسلحة
ومنذ هذا الإعلان من القائد وتلميذه «النابغة»، واللواء سمير فرج يعتبر ضيفاً مقرراً على القنوات التلفزيونية، والفاصل الزمني بين دعوته السابقة والحالية على قناة «صدى البلد» هو أسبوع فقط، وقد جاء في المرة الأخيرة ليتحدث عن قدرات القوات المسلحة المصرية في مواجهة الأزمات!
كان الحديث على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري، وهو حدث كبير لما خلفه من ضحايا، لا يجوز احتراماً لجلال الموقف، التحدث بهذه العنترية، والقول إن كل الأزمات يستعدون لها في القوات المسلحة المصرية، وإن الخطط محتفظ بها في ملفات بالأدراج، وعندما تقع أزمة ما، يتم سحب الملف الخاص بها من الدرج، والتصرف على الفور، تنفيذا لخطط المواجهة!
مثل هذا الحديث يسميه المصريون «المرع»، والذي كان يمارسه «أبو لمعة» مع «الخواجا بيجو» في البرنامج الإذاعي القديم «خمسة لقلبك»، ويطلق عليه البعض «الفشر»، فيقال إن فلاناً معار، أو فلاناً فشار. وهو أداء كان يصلح قبل أربع سنوات، وفي مرحلة إعلان الجنرال عن أن العالم كله يأتي إليه من كل حدب وصوب، ليأخذ منه حلولاً لكل المشاكل التي تواجه البشرية. الآن لا أحد يتحدث بهذه اللغة، فلا كلام عن قدرات خارقة، ربما كان يؤمن بها بعض الناس، فالاعتراف دائماً أن هناك أزمات لا قبل لهم بها، لأنها بسبب جائحة كورونا، والحرب الروسية – الأوكرانية، مع أن الصين مسقط رأس الجائحة لم تتأثر بما تأثرت به مصر، وأن العملة الروسية أو الأوكرانية لم تهبطا كما هبط الجنيه المصري، ومع أن روسيا – التي تحارب – قد مدت مصر بصفقة معتبرة من زيت الطعام.
وقد بدت السلطة الحاكمة في حالة استسلام إلى درجة أن الشعار الوطني المعتمد الآن، السلعة التي يرتفع سعرها لا تشتروها، والمحل الذي يرفع الأسعار لا تتعاملوا معه، دون أي حديث عن مسؤولية الدولة إزاء ذلك، وماذا يفعل المواطنون حيال سلع ارتفعت جميعها، بما في ذلك السلع التي تقدمها الدولة وتحتكر تقديمها، من كهرباء، ومياه، وخدمات؟!
وقبل أيام غرقت محافظة الإسكندرية في شبر ماء، كما تغرق في كل عام، وفي نفس التوقيت تماما، ولم نر ملفات خرجت من الدرج، أو حلولا لهذه المشكلة المتكررة، والتي تم تجاهلها حتى بالحديث منذ سنة 2015، وفي هذا العام، تم الإعلان عن القبض على تنظيم إخواني مهمته سد البلاعات، وهو المسؤول عن حالة الإغراق، واعترف الجناة، ومن ثم أدينوا قضائياً، فالاعتراف سيد الأدلة، ولكن حدث قبل سنوات، أن غضب الجنرال وأعرب عن غضبه علانية لأن برامج تلفزيونية نقلت غرق محافظة الإسكندرية!
وسوم: العدد 1019