اللجنة الأممية لتقصي الحقائق وتقريرها الضيزى

تقرير لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في سورية والإدغام المغنون

أصدرت لجنة تقصي الحقائق في سورية، التابعة للأمم المتحدة، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية تقريرا أدانت فيه الضحية والجلاد على حد سواء..

وزعم التقرير الأممي أن كل الأطراف المتحاربة في سورية ارتكبت بشكل تراكمي كل جريمة حرب، قابلة للتطبيق، وكل جريمة ضد الإنسانية مدرجة في نظام روما الأساسي!!

لاشك أن هذا الإدغام المغنون بين الضحية والجلاد، واعتبار الضحايا من طلاب الحقوق، والمدافعين عن حقوقهم، على اختلاف مسمياتهم، شركاء لأطراف الجريمة من أسديين وإيرانيين وروس؛ ومساوين لهم في الإجرام، يتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، والوقائع الناطقة الصارخة على الأرض...

على الأقل لو أخذ كاتبو التقرير أو التحقيق أو مدبلجوه، بالحسبان أن الطرف الأضعف في المعادلة لم يكن يملك أدوات الجريمة الأساسية التي كان يماكها المجزمون: سلاح الطيران، ومسلسلة الأسلحة الاستراتيجية التي اعترف مشغلهم الروسي بأنه جربها في لحم السوريين الحي، وكذا ولا مقرات الاحتجاز الجماعي الذي وثق لهم القيصر صور الألوف من ضحاياها...

وعلى الأقل لو كان لكاتبي التقرير ومزوروه ضمائر لقرروا أن جميع القصائل التي عملت على الأرض السورية كانت حاضعة بدقة لشروط المانحين، على اختلاف هوياتهم، والذين كانوا أكثر التزاما باتفاقيات جنيف الأربعة وشروط اتفاقية روما، حتى أنه لم يجرؤ أحد منهم أن يزود الأبرياء المنتهكين بصاروخ دفاعي واحد، يدفع به عن نفسه أو عن أطفال قريته تغول الطيران الروسي - الأسدي- الدولي...!!

إن الجناية الأكبر في التقرير الأممي، والتي لم يكن من المقبول لهيئات المعارضة أن تصمت عنه، هو هذا الفصل الخبيث والشرير والماكر بين فصائل الثورة المدافعة عن حق، والتي ظلت تحمي وسعها الإنسان الطفل والمرأة والشيخ، والمدرسة والمستشفى والمسجد، وبين عموم الشعب السوري من المدنيين الذين ظل التقرير الأممي المراوغ يتلظى خلف الدفاع عنهم زورا وبهتانا...

تقرير شرير خبيث وراءه إرادات شريرة خبيثة، ما كان له أن يمر أمام أعيننا، وكأنه ذباب قلنا له بأيدينا كذا...

اللهم خذ الظالمين لفيفا!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1024