دبلوماسية العيد
و هذا عرض مفتوح لكل من يريد أن يستفيد..
وأرجو أن لا يرد عليّ أحدهم بقول القائل:
يا أيها الرجــــل المعلم غيـــــره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
فالإمام مالك صاحب الألفية، حين لم يجد حوله من يستفيد من علمه، كان يصلي الفجر ويقف على باب المسجد، في دمشق ويقول الدمشقيون بل في حلب، يتدرآونها بينهم، لأنه أقام في الأولى وفي الثانية وشكا من هجران العلم ؛ فينادي: هل من طالب علم ؟؟ هل من طالب علم ؟؟ ثم يقول اللهم هل بلغت.. ثم ينصرف الى بيته..عاش ابن مالك صاحب الألفية في القرن السابع للهجرة ، يذكرني به أخ حبيب يظل يقدم لنا الفائدة في دقيقة. بعد سبع مائة عام…!!
فكيف يمكن ان نحتفل بالعيد في بلدان إقامتنا..
لو اردنا الجد، في خدمة وجودنا وقضيتنا..
يمكن أن نشكل مجموعة متقاربة من أربعة أو خمسة من مشربنا - مهما كان مشربنا - في كل عاصمة أو مقر تجمع للسوريين..
ونتواصل مع عدد من وجوه المجتمع السوري المفتوح على اختلاف خلفياتهم، نحدد معهم مواعيد لزيارتهم والتواصل معهم، ونحدد موضوعا أو أكثر لإنارته، ونتوزع الأدوار فيه ليكون حديثنا متكاملا لا متنافرا، يرد بعضنا على بعض، ندخل ونخرج وقد عقدنا شعرة أو خيطا أو حبلا من ود مع من اخترنا..نحقق معنى سر ثلاثة أميال وزر أخا.. معنى إنشاء شبكة تواصل، معنى فتح نافذة جديدة على رؤية إضافية لاستنشاق هواء جديد، وإضافة إطلالة جديدة لرؤية أكثر اتساعا،
إذا كان عندي رهاب الاستشراف من علُ فيجب أن ألزم حدي. في كل لقاء نعرض بضاعتنا ونستقمش قماش الآخرين..!!
ولو أردت أن أفيض في هذا البرنامج الحيوي الهام بأبعاده لملأت صفحات..
كان عندنا تراث منذ نصف قرن عنوانه "دبلوماسية العيد" كانت بعض القوى الحية أو الحيوية، بعضكم يعرفونها كانت تصطنع حدثا قبيل العيد، لتصنع منه كعكا يقضم في مجالس العيد.. مفهوم!! أو أشرح أكثر..!!
كنا نعرض أنفسنا للاعتقال لنلتقي خمسة رجال، وعندما صار اللقاء مجانيا، زهدنا فيه!!
و يمكن لو كانت أيدينا أطول.. ان يكون احتفال العيد أكثر جماهيرية، وأكثر شمولا وأكثر تنوعا.. وحتى يعلم بشار الأسد ومن يسانده أن اللقمة السورية تخنقه ولا يزدردها..
ليس عبقرية في تتظيم الاحتفال بالعيد ان نقول لبعضنا هلموا نعيّد فنعيد الحتوتة نفسها على أنفسنا
أقصد على حسس وبسبس وحباب ورباب وفتاح لأمه الباب..
وهي التلة تلة عليا
لكن عليا راحت فينا..
وبقول آه وبطلع من جوفي دخان..
وبسحب الآه من تحت أظافر قدميّ..
وبطني من الحنجور منجور وقلبي من الحامض لاوي..
تجول خلاخيل النساء ولا أرى
لرملة خلخالا يجول ولا قُلبـــــــا
يقولون في علم البلاغة في هذا البيت كناية، معناها ان رملة بدينة ممتلئة الساق فلا يجول خلخالها..
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل..
وفي قلبي عشرات من الشخصيات الوطنية السورية في لندن تشد إلى مثلهم الرحال يُزارون ويستزارون..
وأنا جالس أعبث على صفحات الواتس..
ويقولون: لا تبعد…!!
يقولون لا تبعد وهم يدفنوني..
وأين مكان البعد إلا مكانيا
وسوم: العدد 1029