دماء المسلمين المصونة عند الله عز وجل تستبيحها الكيانات العنصرية الحاقدة والفاسدة عقائدها
لا يوجد في زماننا هذا دم أهون، وأرخص عند الكيانات العنصرية الحاقدة ،والفاسدة عقائدها ، مثل الدم المسلم ،الذي يستباح دون أن يتحرك ضمير العالم لمنع استباحته . وقصارى ما يصدر عن هذا الضمير ـ إن جازت تسميته كذلك ـ أن يعبر عن أسفه حين يهدر هذا الدم ، وينتهي الأمر عند هذا الحد ، ويغلق الملف .
إن ما حدث في فرنسا، وهي الكيان العلماني الأشد كراهية للمسلمين، والأشد حقدا عليهم ، يؤكد عنصريتها البغيضة، وإلا كيف تفسر عملية رم شاب في ريعان الشباب برصاصة قاتلة، أطلقها شرطي من لئام شرطة تدرب على ممارسة أقصى درجات العنف عندما يتعلق الأمر بالمسلمين دون سواهم ، وتلقن دروسا في العنصرية البغيضة ،المقيتة. ألم يكن بإمكان هذا الشرطي الذي يفيض قلبه حقدا وكراهية للمسلمين أن يتعقب الشاب الضحية دون قتله غدرا، ثم يمارس بعد ذلك ما يخوله له قانون السير، خصوصا وأن السيارة التي كان يمتطيها الشاب، لها لوحة عليها رقم هويتها الذي هو وسيلة لمعرفة مستقر ومقام صاحبها والذي لا مفر له من أداء الغرامة أو التعرض للعقوبة التي لا يمكن بحال من الأحوال أن تصل إلى عقوبة الإعدام رميا بالرصاص ؟؟؟
إن نفس الشرطي الطافحة حقدا ،وكراهية على المسلمين الذين عزلوا في هامش من هوامش عاصمة الظلمات ، ببرج يفاخر بأنواره ،كان على أهبة الاستعداد لسفك دم الشاب المسكين عن عمد، وسبق إصرار ، وترصد . ولو لم يكن مزودا بتعليمات صارمة لفعل فعلته الشنيعة، لما أقدم عليها . وهل ينتظر غير هذا الإجرام القذر من كيان علماني، يتزعم غيره من الكيانات العلمانية الغربية في إظهار الكراهية العلنية للإسلام ؟ وهل نشأت فكرة "الإسلامفوبيا " ، وهي ذريعة ملاحقة ، وقتل المسلمين ،والتي أصبحت مزمنة إلا في عقر دار هذا الكيان العنصري ، ثم فرخت، وانتشرت في كل القارات حيث الكيانات العلمانية مثلها ، والعنصرية ،الفاسدة عقائدها ؟
إن مجرد إطلاق عبارة ضاحية على حيز بائس في العاصمة الفرنسية المتشدق نظامها العنصري بالدفاع عن الحريات، وعن حقوق الإنسان، يعتبر شهادة ناطقة بالعنصرية الحاقدة المتجذرة في هذا الكيان، الذي لا زالت تحكمه ذهنية محتل الأمس، وقد كان خلال فترة احتلاله أرض المسلمين ، يختار لإقامته خير بقاع حواضرها ، بينما يحشر أهلها في ضواحيها ، وينعتهم بأقذع النعوت ، ويغير عليهم تقتيلا ، وأسرا، ونفيا ، واضطهادا ... وهو يحاكي بذلك أفعال أسلافه الصليبيين المجرمين، الذين كانوا يتفننون في أنواع التنكيل بالمسلمين في أوطانهم . وهل يوجد دليل أكبر على حقد هذا الكيان الحقود على الإسلام ، وأهله من إقامته الدنيا بسبب اجتماع صبية صغار مسلمين في مدرستهم لإقامة إحدى الصلوات الخمس ، وهو من حقهم ، ومن صميم حريتهم، وقد جعل من هذا الحدث العادي قبة، وهو لا يعدو مجرد حبة ؟
وليس الكيان الفرنسي وحده الكيان العنصري الفاسدة عقيدته، بل توجد كيانات أخرى تضاهيه في ممارسة الميز العنصري ضد المسلمين . وأليس الكيان الصهيوني صنوه، ونظيره في ذلك ؟ وهو الذي يقتل المسلمين في فلسطين كل يوم ، ولا قانون في هذا العالم يستطيع أن يمنعه من ذلك، بل هو أكثر الكيانات المحمية بالفيتو الجائر، الشيء الذي جعله يتمادى في إهدار الدم المسلم في أرض الإسراء والمعراج ؟ ومقابل جرائمه الوحشية الصارخة ، نجد العالم العلماني برمته إما ساكتا ،لا ينبس ببنت شفة ، أوقصارى ما يصدرعنه التعبير الكاذب عن أسف مغشوش . والمثير للغضب، أنه دائما يسوّي بين الجلاد الصهيوني والضحية المسلم في فلسطين ، وينهي عبارة أسفه المغشوش بدعوتهما إلى ضبط النفس ، وتخفيف التصعيد ، دون أن ينسى التعبير المعتاد والمفروض عليه فرضا عن أولوية أولوياته التي هي أمن، وسلام الكيان الصهيوني على ظلمه الصارخ ، وعلى استباحته دم المسلمين في فلسطين .
وليس هذا الكيان الشرس في قتل المسلمين أقل شراسة من كيانات أخرى في بلاد كالهند ، والصين، وبلاد أسوية أخرى، تفيض كراهيتها للمسلمين ، ولها أساليب في غاية الوحشية للتنكيل بهم أشد التنكيل تقتيلا ، وتهجيرا ، وأسرا، واغتصابا ...
فإلى متى سيبقى الدم المسلم في هذا العالم هو أرخص دم، مع أنه مصون عند الله عز وجل الذي يهون عليه زوال الدنيا ، ولا يهون عليه قتل مسلم واحد، يوحده في الوقت الذي يكفر به غيره . فمتى تسود العدالة في هذا العالم الظالمة فيه كياناته العنصرية، الفاسدة عقائدها قبل أن تسود العدالة الإلهية يوم الدين ؟
وسوم: العدد 1039