الإدارة الناجحة النزيهة هي مؤشر قوي لدول ناهضة وقوية
أمام تجارب النهوض لعدة دول دمرتها الحرب في أوروبا كألمانيا وفي جنوب وشرق آسيا كماليزيا وسنغافورة. بالكاد يستطيع المرء رؤية هذه الدول على الخريطة. لكن بفضل قيادلت حكيمة وشعب جاد ونشيط ومتعاون. صارت هذه الدول في مصاف الدول المتقدمة عالميا واقتصاديا. يفاجئنا التاريخ كل يوم بما هو جديد. حيث تفوقت رواندا، التي بدأت في تصدير سيارات فولكسفاكن بعد انطلاق الإنتاج في مصنعها. هذه الدولة كانت قبل ثلاث عشر عاما تعاني من حروب أهلية، راح ضحيتها أكثر من مليون شخص، شردت البلاد والعباد وأغرقت البلاد بالدماء وخلال عشر سنوات صارت من الدول الواعدة. وأثيوبيا الآن تتحول من استيراد للقمح بنسبة 100% إلى تصديره بعد تحقيقها الاكتفاء الذاتي، بفضل مخطط بدأ تنفيذه عام 2018 ودولنا العربية تنتظر القمح من روسيا وأوكرانيا!
إن السر في نهوض الدول تحدده عوامل كثيرة ذكرها المفكر الإسلامي ابن خلدون رائد علم العمران البشري في مقدمته" ديوان العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر" . إضافة إلى شرط جد مهم وهو القيادة الرشيدة والنزيهة، وهي كذلك السر الأهم والأنجع في وصول الدول إلى ذروة النهض، وتحويل الواقع النظري إلى واقع عملي على أرض صلبة لتأسيس دولة قوية وملك متين. وكما قال الإمام الغزالي رحمه الله:" الإدارة الناجحة والنزيهة هي سيدة الأعمال الصالحة، لأنها تمكين للخير في الأرض، ونقل له من عزلة الصوامع إلى ضجيج الحياة ومعترك المعايش. إنها صلاح يتعدى صاحبه إلى غيره ويتحول به الحق من فكر إلى واقع".
لذلك اتطلع بأمل واعد أن تنهض بلادنا المنكوبة من جديد، إذا وجد فيها حكام ناجحون ونزيهون، تقود شعوب متعاونة تعرف كيف تتوج نجاحها بالريادة .
وسوم: العدد 1039