في ذكرى رحيل صديق الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري

تمر السنة الثامنة على غياب رجل قل أن تلد النساء بنخوته وشيمته ورجولته وكرمه وشفافيته؛ ألا وهو الدكتور طارق يحيى خليل – رحمه الله – الذي طالته أيدي الحقد والغدر والخيانة التي عبثت بخيرة رجال وشباب مصر من خلال ما يحاك لهذه الأمة وما يُراد لها كي تبقى في مؤخرة الأمم وعصور الجهل والظلام والتبعية، فقد هال أمريكا والغرب المتشدقين بالحرية والديمقراطية؛ نعم قد هالهم أن تنهض مصر العروبة وأن يختار شعبها من يمثله ويحكمه من خلال خمس استحقاقات انتخابية ديمقراطية شهد العالم بنزاهتها، فتحركت الصهيونية والصليبية بشراسة ولؤم لإجهاض أول تجربة ديمقراطية في أكبر بلد عربي بطريقة لم يشهد العالم لها مثيلاً بوحشيتها وإجرامها عن طريق انقلاب عسكري ارتكب أفظع الجرائم والمجازر التي يعجز اللسان والقلم عن وصفها بحق أبناء مصر؛ فما حدث في رابعة والنهضة وفي ساحة الحرس الجمهوري من قتل وحرق للمحتجين بشكل سلمي والمطالبين بعودة الديمقراطية والحرية التي يعتبرها الغرب – ممثلاً بأمريكا والاتحاد الأوروبي – محرمّة على دول وشعوب منطقتنا، فلم تتوقف مجازر وتصفيات رجال وشباب مصر منذ ثماني سنوات وحتى هذه اللحظة فقد امتلأت السجون بعشرات الآلاف من الأحرار من رجال ونساء وأطفال على مرأى ومسمع من العالم المتحضر – كما يُقال!!.

فمنذ ثمانية أعوام وفي بداية شهر رمضان المبارك تم اعتقال الدكتور طارق يحيى خليل بطريقة وحشية وإجرامية، ولم يُعرف مصيره إلا بعد البحث من قبل أهله وأصدقائه في سجون ومشارح المستشفيات؛ حتى عثروا عليه بعد شهر من البحث المضني جثة مشوهة قد أودعت ثلاجة المشرحة وتظهر عليها آثار التشويه والتنكيل والتعذيب.

رحمك الله يا أبا محمد، وتباً وتعساً للمجرمين المارقين الذين يعربدون في بلادنا اليوم تحت مظلات من الاتحاد الأوروبي وأمريكا والمنظمات الدولية المتشدقة كذبا وبهتانا بالحرية والديمقراطية.

وقد رثيته منذ ثمانية أعوام بهذه الكلمات

بسم الله الرحمن الرحيم

الشهيد الدكتور طارق خليل في ذمة الله

الحمد لله قاصم الطغاة الخونة الجبارين

والصلاة والسلام على الرسول قائد الغر الميامين

والرحمة لشهدائنا الأحرار الأبرار في أرض الكنانة والشام والعراق وفلسطين وكل مكان..

وبعد…….

فإن الشعب السوري الشامخ بثورته وتضحياته، ينعي إلى الأمة وثوارها، المجاهد العالم الدكتور طارق يحيى خليل، الذي ارتقى شهيداً على أيدي الزبانية العبيد في مصر الأزهر الحزين، في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل… ارتقت روحه الطاهرة إلى السماوات العلى، شاكية ظلم الأقزام العبيد الذين خانوا الأمة كلها في قضيتها المركزية، قضية فلسطين، خانوا مجاهديها، وأرضها، وظلموا أهلها، وكانوا مع مجرمي الصهاينة ضد شعبها المكافح المظلوم..

وخانوا مصر الحبيبة، وجعلوا جيشها وشرطتها وقضاتها وإعلامها إلى جانب شبيحتها وبلاطجتها، في خدمة أعداء الأمة، وأعداء أزهره، بعد أن ألحقوا شيخه وعلماءه بقافلة العبيد.

وكانوا إلى جانب البئيس التعيس المجرم بشار أسد، وخانوا الثورة السورية الشامخة، وقدموا لأعدائها السلاح والذخائر والمعلومات وصفاقة إعلامية غير مسبوقة بانحطاطها وتفاهة أصحابها..

ننعى شهيدنا الغالي الدكتور العليم طارق خليل، وإخوانه الشهداء القادة الذين واكبت أرواحهم الطاهرة، روحه الطاهرة، في مواجهة الانقلابيين الضالين المضلين المغضوب عليهم وعلى كل من سار ويسير في ركابهم الجنائزي الدامي.. عليهم لعائن الله والناس أجمعين، إلى يوم الدين، ومأواهم جهنم وساءت مصيراً..

عرفت الدكتور طارق خليل (55 عاماً) منذ عرفته عام 2008، رجلاً شهماً، ذا نخوة وغيرة على العروبة والإسلام، وعلى الأحرار والمستضعفين في الأرض عامة، وفي مصر خاصة..

كان لقاؤنا الأول

عندما انطلقنا لنجهز سيارات الإسعاف التي ساهم في تمويلها مجموعة من أبناء سورية لإسعاف إخواننا في غزة جراء إجرام اليهود الصهاينة في عام 2008 م فترك عمله والتزاماته وسار معنا خطوة خطوة..

حتى رتب لنا تجهيز سيارات الإسعاف وإدخالها إلى غزة وعدت إليه مرة أخرى لأطلب منه العون والمساعدة من أجل القضية السورية في عام 2012م، (الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري) فوجدت تلك الهمة العالية والرجولة والمروءة والنخوة ففرغ نفسه معنا في (الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري) فقد هيأ لمجموعة من الأساتذة الأفاضل والشيوخ الذين كانوا ضمن الحملة (د. أحمد حوى, د. غسان حمدون، د. موسى الإبراهيم، والشيخ جمال الفرا، والشيخ أبو حسن خطاب وغيرهم) هيأ لنا الفعاليات والمؤتمرات و الندوات واللقاءات العامة والمهرجانات التضامنية التعريفية والإنشادية والإغاثية للقضية السورية طوال شهر رمضان المبارك في كافة المحافظات المصرية..

رحمك الله يا دكتور طارق وتباً لتلك الأيدي اللئيمة التي خطفتك في اليوم الأول من رمضان وعثرت عليك عائلتك البارحة في أحد مشارح القاهرة شهيداً بإذن الله، فقد قضيت تحت التعذيب وبهذا يكون الشعب السوري وثورته المباركة قد فقدت ركناً من أرض الكنانة وداعماً لثورته سائلاً العلي القدير أن يجعلك في الفردوس الأعلى وأن ينتقم من القتلى المجرمين الساهرين على تخريب مصر.

وسوم: العدد 1039