يأبى مجرم الحرب بوتين إلا تجويع السوريين حتى الموت

يأبى مجرم الحرب بوتين شريك مجرم الحرب بشار الأسد ومجرم الحرب خامنئي ومجرم الحرب نصر اللات من تجويع السوريين وفتك الأمراض بهم وبأطفالهم، بحرمانهم من الغذاء والدواء، بعد الفتك بهم براً وجواً وبحرا على مدار اثني عشر سنة، قدم السوريون فيها أكثر من مليون شهيد ومليون بين سجين ومغيب ومفقود، وأكثر من نصف مليون معوق، وتهجير ونزوح نصف سكان سورية داخل البلاد وخارجها، هرباً من الموت الزؤام الذي تسببه الطائرات القاذفة الروسية والبارجات الحربية الروسية وبراميل الموت المتفجرة والغازات السامة الأسدية، وسكاكين وسواطير الروافض الإيرانيين وميليشياتهم من باكستان وأفغانستان ولبنان.

لقد استخدمت روسيا حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمرات عدة بما يلحق الموت والضرر بالشعب السوري، ويخدم أهداف وغايات مجرم الحرب بشار الأسد.

استخدمت حق النقض الفيتو يوم الثلاثاء 11/7/2023، للاعتراض على تجديد عملية ضخمة للأمم المتحدة لإرسال مساعدات إلى شمال غرب سورية من تركيا لمدة 9 أشهر، وذلك غداة انتهاء مفعول هذه الآلية التي تتيح إيصال مساعدات حيوية لملايين القاطنين في مناطق تقع خارج سيطرة دمشق.

لقد استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار سويسري برازيلي يجدد آلية إدخال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود لشمال غرب سورية، عبر معبر باب الهوى، لتسعة أشهر.

وصوتت 13 دولة لصالح القرار، وامتنعت الصين عن التصويت، واستخدمت روسيا الفيتو ضد المشروع.

ويحتاج أي مشروع قرار لتسعة أصوات لتمريره، شريطة ألا تستخدم أي من الدول دائمة العضوية الفيتو.

وإثر ذلك، تقدمت روسيا خلال الجلسة نفسها بنص مشروع قرار خاص بها حصل على تأييد منها والصين فقط، وامتناع عشر دول عن التصويت، واعتراض ثلاث دول عليه، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وبالنتيجة، لم يتم تبني مشروع القرار الروسي لأنه لم يحصل على الأصوات التسعة اللازمة لذلك.

ويجدد مشروع القرار الروسي للآلية لستة أشهر بدلاً من تسعة أشهر، ومن غير الواضح ما إذا سيشهد مجلس الأمن الدولي جولة مفاوضات جديدة حول التجديد للآلية عبر مشروع قرار جديد، وهو ما حدث في الماضي في سيناريوهات مشابهة.

وانتهى يوم الاثنين 10/7/2023 تفويض العملية، التي عملت على تقديم مساعدات تشمل الغذاء والدواء والمأوى منذ 2014.

وكانت الأمم المتحدة تريد تجديدا لمدة 12 شهرا؛ حيث يعد التفويض ضرورياً بسبب عدم موافقة سلطات النظام السوري على العملية، وكان قد جرى تجديد العملية عامي 2020 و2022 بعد انتهاء تفويضها بيوم واحد.

وفي وقت سابق، دخلت آخر قافلة مساعدات أممية الاثنين، دخلت مناطق شمال غربي سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وأن هذه القافلة هي الأخيرة بموجب القرار الأممي رقم 2672 الذي انتهى العمل به يوم الاثنين.

وتدخل مساعدات الأمم المتحدة إلى سورية عبر طريقين فقط، هما معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي (2672)، ومن مناطق سيطرة النظام السوري.

ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري (شمال غرب) أكثر من 4 ملايين، نحو نصفهم من النازحين، ويعتمد 90% منهم على المساعدات الإنسانية.

ويسمح القرار بإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى من دون إذن من النظام السوري.

العواقب الإنسانية إذا ما أغلق معبر باب الهوى

العواقب الإنسانية خلف إغلاق المعبر وخيمة وجسيمة تمسّ الحياة اليومية لأكثر من 4 ملايين مواطن سوري، يعيش أكثر من نصفهم في مخيمات لجوء، ويعتمد 90٪ منهم على المساعدات الخارجية. وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن انقطاع الخبز عن أكثر من مليون شخص يومياً يمتد أيضاً إلى حرمان نحو 2.3 مليون من مياه الشرب والمياه النظيفة.

المسؤولية المباشرة عن هذا الوضع العالق يتحملها الوفد الروسي الذي يمتلك حق النقض (الفيتو) وقد سبق أن استخدمه في الماضي سواء لتعطيل قرارات عديدة تخص إدخال المساعدات الإنسانية، أو عرقلتها عن طريق وضع اشتراطات تعجيزية، أو حتى إغلاق بعض المعابر بصفة نهائية. وأهداف موسكو من وراء هذا النهج متعددة ومتنوعة تبدأ من انتزاع تنازلات لصالح تمرير المساعدات عبر وصاية النظام السوري، ولا تنتهي عند الضغط والمساومة لتخفيف العقوبات الأممية والأمريكية والأوروبية المفروضة على النظام، أو حتى تمكين الشركات الروسية العاملة في سورية من حيازة مكاسب أو استثمارات في هذا الشأن.

المصدر

 

*الجزيرة نت-11/7/2023

*العربي الجديد-11/7/2023

*القدس العربي-12/7/2023

وسوم: العدد 1040