لا .. لموقع كلنا شركاء وتقرأ رسالتي حتى آخرها أو دعها

يوزع موقع كلنا شركاء، الذي يقوم عليه الأستاذ المناضل أيمن عبد النور، على السويين منذ الصباح الخبر التالي..

"(كلنا شركاء)

كما هو متوقع فقد رفض مجلس النواب الامريكي مقترحا قدمه عدد من الاعضاء الجمهوريون برفع العقوبات عن سورية ( نظام الاسد ) بأغلبية كبيرة 394 صوت من كلا الحزبين .

وكما هو متوقع أيضا فقد صوتت العضوتان من اصول عربية رشيدة طليب - الهان عمر لصالح رفع العقوبات عن نظام الاسد وكانتا ضمن اربع أعضاء فقط من الحزب الديمقراطي تصوتان بهذه الطريقة الداعمة لنظام الاسد المجرم ؟

طبعا يعرف عنهما تلقيهما الدعم الكبير من التيارات الاسلامية والقريبة من فكر الاخوان المسلمين بالولايات المتحدة وخاصة عديد من المنظمات والتحالفات السورية ؟"

هذا ما وزعه موقع كلنا شركاء نقلته بنصه حذر أن أختصر فأبغي أو أجور!!

وتعليقي…

 وأنا إنسان من عرض هذا التيار الاسلامي العريض،

وتعلمت في مدرسته، عنوانا نبويا كريما "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" بتفسيرها الحكيم.

والاخوان المسلمون والتيارات الإسلامية في موقفهم العام لا ينصرون ولا يخذلون على الخلفية العصبية. كما تلوح به الصياغة التي غابت عنها الروح الوطنية الثورية.ولو أن الأستاذ أيمن عبد النور أو أحد من شركاه قال حقا، في أي موطن، لقلنا، يمثلنا بقوله هذا، ولنصرناه فيه تأييدا. وهذا مجرب لا مجرد دعوى.

رابتني في صياغة منشور موقع كلنا شركاء قوله عن موقف النائبتين المشهود لهما "كما هو متوقع" متوقع مِن مَن ؟؟ و على أي خلفية؟؟ وما هو دور هذه القناعة في صناعة الخسارة؟!

إن الطريقة التي تمت صياغة الخبر بها يجب أن تُنصر أيضا، ولكن بالطريقة الأخرى، فنحن إذا كنا نريد حقا أن نكون شركاء جميعا، في سياق الجهد الوطني، فلا يجوز أن نخسر جهد الأستاذ أيمن عبد النور، ولا مصداقية موقع كلنا شركاء…

نحن تهمنا جدا مصداقية موقع كلنا شركاء ، وحريصون جدا على جهد الأستاذ أيمن عبد النور وفريقه، ولا نعتبر التنابذ بين أعضاء أي فريق، ونحن بمفهوم العمل الثوري فريق، من فعل الراشدين.

أي إنسان .. أي دولة.. أي حزب .. أي تجمع ..

يأخذ موقفا مؤيدا لحق السوريين بشكل عام، وأحرارهم وثوارهم بشكل خاص، نقف معه وندعمه ونؤيده ونشكره بحقه..

وأي جهة تفعل العكس ننصره بالطريقة الموازية التي علمنا إياها سيدنا رسول الله..نأخذ على يده ونمنعه من ظلم، أو ننصحه، أو نشرح له وننبهه، أو ننكر عليه، كل ذلك على قدر استطاعتنا، وضمن معادلة مستقرة من الموازنة السياسية الدقيقة، في الجلب والدرأ.. وهذا عنوان مهم أن يتعلمه كل من سار على طريق العمل العام في الزمان والمكان.

وأعتقد أن السوريين الملتقين على خط الدعوة إلى التغيير الايجابي في سورية، بمفهومه العام، ومنهم أصحاب المشروع الاسلامي؛ يجب أن يشتركوا جميعا في تحصين سور تجمعهم، لا توهينه. سياسة النبذ والاتهام والتقاذف تخدم بشار الأسد وحده!!

مع الأسف بشار الأسد لا يرى في غير التيار الاسلامي عدوا يستحق الذكر!! تأملوها فهي مهمة لنا جميعا.

لم أسمعه مرة يذكر فريقا غيرهم من فئام المعارضة بسوء!! وودت لو كفّ عنا يوما!! وحين مكن من منبر الجامعة العربية من حديد، لم يندد مثلا بدور موقع كلنا شركاء، ولا فريقه ولا موقع مركز الشرق العربي، بشار الااسد عنده هاجس واحد بشكل له نوعا من الوسواس القهري اسمه "الاخوان المسلمون"

وأسمّي ما حدث في معركة النواب الأمريكي خسارة لناجميعا، أعني أصحاب المشروع الوطني السوري.

وليس قليلا خسارتنا لأصوات النائبتين المناضلتين من أصولنا العربية في النواب الأمريكي. وهي خسارة غير مسوغة ولا منتظرة، وليس كما عبرت عبارة موقع كلنا شركاء.

وهي خسارة لجهود العاملين من المناضلين السوريين هناك، مع الشكر لكل انجازاتهم الأخرى، فهي خسارتهم هم هناك، وهي انتصار مجاني لزمرة الأسد، ولزمرة إيران أيضا، وربما زمرة ابو الغيط أيضا..عليهم وعلينا وعلى مشروع ثورتنا.

يجب أن نستقبل الأمر بوصفنا "سوريين" ،إسلاميين وغير إسلاميين..وهذا التنابذ يعمق الشرخ، الذي يجب أن لا يكون موجودا، ويقود للمزيد من الخذلان..

وتناقضنا الوحيد بالمفهوم الهيغلي يجب أن يكون مع بشار الأسد ثم مع الايراني ثم مع الروسي!!

وأقول للنائبتين المحترمين، اللتين طالما ناصرتا قضايا الأمة، في المواقف الصعبة: واها… يا أختيّ ثم واها..

لقد نصرتم ظالما وخذلتم مظلوما، ومنحتم صوتيكم لقاتل أطفال، ومغتصب نساء، سلاحه السارين والكلور والبراميل..

وكل اللعلعات والعنعنات التي ستتقدمن بها ستحكم غدا في انها شهادة..

وستكتب شهادتكن واحذرن يوما فيه تسألون..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1041