اليقظة والمراجعة
يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه ويراجع مسيرته، فحين حطم سيدنا إبراهيم أصنام قومه لاموا أنفسهم في البداية لعدم تركهم من يقوم بحراستها{ فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسهمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ }.
والمسلم أولى بمحاسبة نفسه من غيره لإيمانه بأن الله سيسأله عن كل صغيرة وكبيرة.
والجزاء من جنس العمل، والنتائج حصاد المقدمات وقد قيل(إنك لن تجني من الشوك العنب)
في مسألة ما أصاب الأمة العربية والإسلامية في المرحلة الأخيرة يجب الخروج من التفكير العاطفي إلى التفكير العلمي والتأمل في أسباب المآسي وتطاول الليل وتأخر طلوع الفجر وإخفاق الحر في تحقيق طموحاته ... وتحول الناس والحجر والأوطان إلى ركام من رماد ونار...
ويكون ذلك لا بالبحث عن شماعات لتعليق الأخطاء عليها(مؤامرات ...) وإنما بالنقد الذاتي والموضوعي( قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم).
وهذا يتطلب نفوسا تقبل العدل والنقد، وليس ما تقبله هو المدح والإطراء فقط.. ولذلك تعد التربية وتزكية النفس من أصعب الأمور وأشقها وهي من مهمات الرسول صلى الله عليه وسلم ( ويزكيهم)
فكم من رجل صالح يتمسكن حتى يتمكن فإذا تمكن انقلب فرعونا صغيرا لا تستطيع أن تناقشه ولا يقبل نصيحة... ولذلك قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه (اللهم إليك أشكو ضعف الأمين وخيانة القوي)
ويقول المثل الشعبي: (جبنا عون طلع فرعون).
حاسبوا أنفسكم جميعا يا أبناء أمة العرب والإسلام ..
حاسوا أنفسكم يا دعاة الخير... ويا رجال الإصلاح...
حاسبوا أنفسكم يا ذئاب الغدر... ويا أدوات الفتن والحروب و القلاقل..
حاسبوا أنفسكم يا كل أطياف المجتمع ....
أين ذهبتم بالأمة... وإلى أين أنتم ماضون بها بين الزلازل والأعاصير والطوفان..
وأي مستقبل مجهول ينتظر أجيال الغد.
وسوم: العدد 1042