الحوار الناجح
26آب2023
حشاني زغيدي
- كُنت دائما أفضّلُ الحوار كأسلوبٍ راق في لتعامل ؛ فأفضّل حوار اليد العليا، أفضّل حوار من يملكُ مفاتيحَ المشكلة ، أفضّل حوار من يملك ضمانات التّفاوض و التحوار .
- أفضّل حوار من يملك رؤية توضح المخارج المتاحةَ ، أفضّل حوار من يصوغ المخرجات و النتائج في ورشات عمل حقيقية .
- أمّا حوار من لا يملك رؤية، و لا يملك ضمانا و رهنا، أو حوار من يبدد الوقت الغالي في جلسات فارغة جوفاء ، هو في اعتقادي حوار طرشان فارغ المحتوى و المضمون ، أتخيله من وجهة نظري، أتمثله في وجه الشبه ، كقاض قضى حكمه كفالةَ اليتامَى لأخ فقير معدم ، لا يملكُ قوت يومه ، و في محيطه إخوة ميسورون ، قادرُون على إعالة اليتامَى .
- و لا تحاور معلول نية ، و لا أناني الطبع و المزاج ، من يختزل المصالح و المطامح في شخصه ، فمشاركة هؤلاء التحاور غير مجدية ، و عوائد نفعها قليلة ، و هي مجربة في حياتنا ، عن نفسي كنت أحسن الظن بالغير، فأسدي النصح في الحوارات ، فإذا طلبت رأي صحبي ، انكمش كالقنفذ، و نأى بنفسه عرضا ، بعدما استأثر بزبدة الفائدة ، فتشعر بالخديعة، فعلى المتحاور ألا يكون خبّا ، تنطلي عليه خداع المكرة .
- علينا الانتباه و أخذ الحيطة ، أن نلتزم الهدوء و التروي ، و التزام ضوابط الحوار، فلا نوظف أساليب المكر و الخديعة ، نحترم وجهات النظر المخالفة ، نحرص على المتفق و المشترك الجامع ، و المعلوم عند المتحاورين أن نقاط الالتقاء كثيرة في جلسات التحاور ، و الخلاصة أن نعدر بعضنا بعضا في الأمور المختلف حولها ، فمدارك عقول الناس مختلفة ، فنحاول أن نرعى الود و الاحترام مع الخلاف .
الأستاذ حشاني زغيدي
وسوم: العدد 1046