أما آن لهذا الهرج أن يتوقف...!!
وللفظ الهرج في لغة العرب معنيان..
الأول : علو الصوت بالكلام، وتداخله، واختلاطه، وغلبة الفوضى عليه، وكونه إلى الرغوة الغثائية أقرب.. وصورته في هذا المقام، إصرار بعض الناس، من فئتنا، وبعد عشرين يوما مما يجري على أهلنا في غزة، من تقتيل وتدمير، وترويع تشريد؛ على التشكيك في حقيقة ما يجري هناك، ويتجرأ بعضهم على ما هو أكثر من التشكيك..
ويتعللون بكلام مختلط باطله أكثر من حقه، وزبده أكثر من إتائه. والمشكلة أنهم قالوا، قولا وعز عليهم أن يتحولوا عنه، ومن معين الحكمة فيما حفظ الناس: إن الفيئة للحق خير وأكرم من التمادي في الباطل. وأهون على الرجل الحكيم مائة مرة أن يقول أخطأت التقدير، من أن يندفع لجاجة في التمسك بباطل من القول سبق إليه.
وأنادي على كل هؤلاء: أما آن لعاقل أن يعرف موضع قدميه…؟؟!! آما آن لطالب حق، ومدافع عن حق، أن يعرف مقيله، ومصافه؟؟
وإنني في هذا المقام لأشهد أن قاتلنا في العراق وفي سورية وفي لبنان وفي اليمن وفي فلسطين وفي غزة واحد… واحد .. واحد
الآمر واحد.. والمنفذ واحد..
المتسبب واحد والمباشر واحد..
ولا سبيل على مظلوم انتصر، وإن أخطأ في اختيار توقيت الانتصار، أو في اختيار أداته..
فلا تثربوا على أنفسكم، وعلى أهليكم، وعلى مظلوم حقه عليكم النصرة، من غير تثريب..!!
(وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ، وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ. أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
فهل علمنا على من يكون التثريب، بنص الكتاب العزيز، ولعل أخاك أخطأ فثرب يوما عليك، فتذكر: ليس الواصل بالمكافئ. وإنما الأفضل دائما هو المتفضل..
قل له في كل موطن: أنت أخي جُعلت فداك.
ثم الهرج كما جاء في الحديث الشريف، يرويه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: "لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج. قالوا : وما الهرج يا رسول الله؟؟ قال القتل.. القتل.."
وهذا ما نرى يجري على أهل الإسلام في الصين والهند في القوقاز والعراق والشام، سورية وفلسطين ولبنان، واليمن وليبية..
قولوا لبوتين، قولوا لبايدن :
ملكنــــــا فكـــان العفو منا ســــــــجية
فلمـــا ملكتـــم ســـــــــال بالدم أبطحُ
وحللتمُ قتــــل الأســـــــــارى وطالمـــا..
غدونا عن الأسرى نعفُّ ونصفح
فحســــــبكم هـــــذا التفاوتُ بيننــــــا
فكـــل إنـــاء بالـــذي فيـــه ينضــــــح
وقصف المستشفيات، وقتل الطفل في مهده، في شناعة قتل الأسير، بل ربما أشنع ..
وهذه الأبيات، لشاعر من العصر الأيوبي، يخاطب الفرنجة الغزاة. واسمه لو تعلمون "حيص بيص"
آه ثم آه في أي حيص بيص نحن..!!
وسوم: العدد 1055