المفاوضات الأولى لطوفان الأقصى حول الأسرى الفلسطينيين
المباحثات الأوّلية بين حماس، والصهاينة المحتلين لفلسطين حول تبادل الأسرى يمكن فهمها من خلال النّقاط التّالية:
قبول الفاوضات: هو اعتراف العدو بعدوه:
مجرّد قبول التّفاوض حول نقطة بعينها، كالأسرى في هذه الحالة، يعدّ اعترافا من طرف الصهاينة بحماس، والقسام ولو لم يتم ذلك علانية، واعتراف بقوّة الخصم. لأنّ التّفاوض لايكون إلاّ مع خصم تعترف بقوّته، ولو لم يكن قويا في نظر ميزان القوى الذي يميل من حيث القوّة المادية الظّاهرة للصهاينة على حساب الفلسطينيين.
المفاوضات: هي سقف ترجوه، وخط تمنع عدوّك من أن يقربه:
تعتمد كلّ المفاوضات على سقف يتمناه كلّ طرف، وخطوط حمراء لايتجاوزها أيّ طرف. ولا يمكن لأيّ طرف أن يبلغ السّقف الذي يرجوه، ويسعى إليه خاصّة في المراحل الأولى من المفاوضات. وسعت حماس لتصل إلى السّقف ولم تستطع، ووصلت لما يؤدي إلى السّقف.
إطلاق سراح الأطفال، والنّساء لتخفيف الضّغط، وتسهيل الحركة:
أعلنت حماس من قبل أنّها ستطلق سراح المدنيين من الصهاينة، وقبل إجراء أيّة مفاوضات.
إطلاق سراح خمسين من الأطفال الصهاينة لأقلّ من 19 سنة، والنّساء الصهاينة، مقابل إطلاق سراح 150 من الأسرى الفلسطينيين لدى السجون الفلسطينية، لايعتبر نصرا لحماس من الناحية العددية، والظاهرية. لكنّه يعتبر نصرا إذا اعتبرنا أنّ حماس تخلّصت من خمسين أسير من أطفال، ونساء كانوا يمثّلون عبئا عليها خاصّة وهي تحت الرّدم، والرّجم. وهذا الموقف يضاف لنجاح المفاوض الفلسطيني في انتظار المفاوضات القادمة.
استرجاع الأنفاس عبر وقف القتل، والتدمير الصهيوني الجوي:
من بين بنود الاتّفاق: وقف اعتداءات الطيران الصهيوني ضدّ غزة، والتوقّف عن اعتقالات الصهاينة للفلسطينيين في القطاع خلال السّتّة 6 الأيّام من إعلان الهدنة.
تكمن أهمية هذه النقطة في كون حماس ستسترجع أنفاسها، وتعيد ترتيب أوضاعها، وتصحيح، وتقويم بعض حركاتها.
أعلم أنّ الوقت لايكفي، والظّرف لاياعد، والعدو لايسمح بذلك، والمؤونة غير كافية. لكنّها الحرب، ومن ركبها فقد أعدّ لمثل هذا اليوم، والصقور الفلسطينية تدرك ذلك جليا.
لأجل تبييض السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين:
وضعت حماس خطّا أحمرا بالنسبة للجنود الصهاينة الأسرى لديها، واشترطت لإطلاق سراحهم تبييض السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين. وما زالت وفيه لعهدها الذي قطعته أمام شعبها. وقد نجحت في التزامها بوعدها، ولم يستطع الصهاينة الدخول من هذا الباب، رغم الحرب القذرة التي يقودونها ضدّ الأطفال، والنّساء، والمستشفيات.
أكيد، هناك مفاوضات قادمة بين الصهاينة المحتلّين لفلسطين، وبين الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم، وعرضهم حول تبادل الأسرى، راجين تبييض السجون الفلسطينية بتعبير الصقور الفلسطينية من الأسرى الفلسطينيين.
وسوم: العدد 1059