متى نصر الله...!!؟؟
يسألها اليوم كثيرون؟؟ ولا ضير فقد سألها من قبل أكثر..
متى نصر الله؟؟!!
والضير كل الضير إذا لم نسأل، ونتساءل!! ونصبر ونترقب!!
متى نصر الله؟؟!!
نسألها استعجالا لا استبطاءً، نسأل عن فجر نؤمن أنه لا بد أن ينبلج مهما عسعس الليل، واستطار وامتد الظلام..
متى نصر الله؟؟!!
سألها رسل الله، كما سألها من قبل ربانيون وحواريون، كانوا حولهم، مثل أصحاب محمد حول محمد، صلى الله على محمد وعلى الآل والصحب أجمعين، وقد (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ)
لا علينا جميعا إن سألناها، بل من التوله لله أن نسألها: متى يا ربنا .. ؟؟ متى يا خالقنا.. ؟؟ متى يا ناصرنا..؟؟ متى يا ملاذنا.. ؟؟ متى يا وليّنا..؟؟
متى يا مالكَ أمرنا ؟؟ ويا مدبره..؟؟ ويا أول .. يا آخر يا ظاهر .. يا باطن.. متى!!
متى يا من جعلت نصرنا حقا عليك.. ؟؟ متى يا من عودتنا منك الجميل..؟؟
متى يا من استنقذت عبدك نوحا في الفلك المشحون؟؟!! متى يا من استخلصت خليلك إبراهيم من نار النمرود؟؟!!
متى يا من أجبت عبدك يونس فأخرجته من بطن الحوت ..؟؟!! .. متى يا من استنصرك عبدك موسى على فرعون يوم قال فرعون وملؤه (إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) وقال أصحاب موسى (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) فشققت له البحر وفرقته (كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)
متى؟؟ متى؟؟ يا من رفعت عبدك المسيح، وما مكنت الأراذل منه، فما صلبوه ولا قتلوه؟؟ !!
متى يا ناصرنا يوم الفرقان.. يوم التقى الجمعان..وقد سقط الرداء عن المنكبين..؟؟!!
"اللهم إن تهلك هذه العصابة فلا تعبد على هذه الأرض أبدا"
اللهم متى في بيت المقدس وأفناء بيت المقدس يا مولانا..؟؟!!
وويحنا إن لم نسأل.. !!وويحنا إن لم نتساءل!! متى ؟؟متى؟؟ متى؟؟ حتى سبعين متى..!!
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)
(وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا...)
حتى يأتيكم المثل دراية وليس رواية!! حتى تعيشوا الحالة وليس تحكوا الحكاية؟؟
وزلزلوا..هذا هو الزلزال.. ليس زلزال الأرض حين تزلزل زلزالها، ولكنه زلزال القلوب والنفوس والعقول..كالذي تعيشون!!
وكل ما نجده هو محض إيماننا بما أنزل إلينا ، وبما أنزل إلى الذين من قبلنا
وحقيقة أمرنا، ومعالم طريقنا..فلا تجعلوا إمارات اليقين تناذرات للشك واليأس المريب!!
(وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)
بعد التلقين النظري دائما يكون التمرين العملي..
ونخزي أعداءنا أكثر، مع كل ما ينزلونه بنا: نرفع شاهدتنا من تحت الرحى إننا منتصرون.. دماؤنا تنهمر منتصرون.. أشلاؤنا تتطاير منتصرون.. أطفالنا نساؤنا كل بقية من بقايانا تصرخ في وجوه القتلة المجرمين: منتصرون .. منتصرون .. منتصرون!! بوعد ربنا منتتصرون.. بأمر ربنا منتصرون.. بإذن ربنا منتصرون!! مع ضعف إعدادنا منتصرون… مع قلة سلاحنا منتصرون!! منتصرون منتصرون منتصرون..
أحكيها رواية عن الأمريكي المدهوش المذهول قال: نستعلي بطائراتنا فندمر بصواريخنا كل ما تحتنا، حتى نظن أننا قد استوفينا ثم ننزل إلى الأرض فنقترب، فنجد عجوزا سبعينيا، يلملم مزقا من أشلاء أبنائه وأحفاده، وبيده معول يحفر به قبرا..ويرمقنا باستعلاء كبير، يتف على الأرض بحانبنا، ويخبرنا بكل صلف أنه الأعلى، ويؤكد لنا أنهم منتصرون..!!
ثقوا أنه كان في روايته أكثر واقعية وبلاغة!!
أطفال غزة منتصرون.. أطفال الشام منتصرون، أطفال العراق منتصرون، أطفال اليمن منتصرون..
وانظروا إلى فريق المنهزمين الآفلين الذين يظنون أنهم منتصرون..
نتنياهو آفل منكسر ويظن أنه منتصر!!
عامله على سورية آفل منكسر ويظن أنه منتصر!!
عامله في قم على إيران، كذاك، وعاملهما في بغداد كذوك، وعاملهما في صعدة كذيك…
ونؤمن أن وعد الله حق وأن نصر الله قريب قريب قريب..
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)..
وسوم: العدد 1061