في نعي هنري كيسنجر
توفي بالأمس هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق. مهندس السياسة الأمريكية في منطقتنا والعالم في عقد السبعينات. والمرجع والمستشار الأمريكي منذ ذلك اليوم..
مات هنري كيسنجر الإنسان الناجي من المحرقة، اللاجئ مع أسرته لطلب الأمان. والذي احتل مكانه في تاريخ السياسة، كما في تاريخ الأفكار..ولعل ذلك يفتح نافذة أمل بالقدوة لكل الناجين من المحارق..
مات هنري كيسنجر الذي ظل مستشارا سياسيا لحكومات بلاده المتعاقبة حتى مات في عمر المائة..
أتساءل: هل سيكون العالم بعد هنري كيسنجر أقلَّ سوء أو أسوأ!!
كنت أستمع بالأمس إلى إحاطة الناطق باسم البيت الأبيض، عن الوضع في فلسطين وفي غزة، وكنت على يقين أنه لم يستشر عقلا مثل عقل كيسنجر في إحاطته..التي قدمها..
قببح أن يعود العالم إلى عقلية المحاجرة بين أبناء الحارات…
وأسمع أصواتهم تتعالى: واحدنا بمائة. وأسمع القرعاء تتباهى بشعر ابنة خالتها، وأسمع صاحب الطبنجة يفخر: لقد دقهم أو لقهم بالأرض ثلاث لقات!!
قبيح أن يدفع الأبرياء دماءهم، ضريبة لمنافرة مثل هؤلاء الفتوات….
وما أضل الناس والإنسانية غير الظلمة والجاهلين..
مات هنري كيسنجر، وكل الناس يموتون..
وسوم: العدد 1061