محكمة العدل الدولية تترقب تقرير الكيان الصهيوني عن ارتكابه جرائم إبادة جماعية
محكمة العدل الدولية تترقب تقرير الكيان الصهيوني عن ارتكابه جرائم إبادة جماعية وهو يتمادى فيها وإعلامه والإعلام الغربي يشهد على ذلك
دأب مجرمو الإبادة الجماعية الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني بمجلس حربهم الإجرامي على التصريح بمضيهم قدما في هذه الإبادة التي باتت وصمة عار على جبين كل من في هذا العالم ممن لهم قدرة واستطاعة على التعجيل بوقفها ، ومحاكمة الضالعين فيها من قادة حرب صهاينة ، ومن قادة غربيين متورطين فيها تخطيطا ، وتسليحا ، وتنفيذا ، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية الداعم الأول للكيان الصهيوني الإجرامي والمسؤول الأول عن الإبادة الجماعية بالفيتو، وبتسليح هذا الكيان المارق بالآلة الحربية المدمرة ، وهو كيان مستهتر بكل القوانين الدولية والأعراف والقيم الإنسانية التي يباهي بها هذا العالم الغربي ، ويتحرك بأقصى سرعة لمعاقبة ومحاصرة كل من يستخف بها باستثناء الكيان الصهيوني المارق .
ولقد سبق أن ذكرنا في مقال سابق أن قرارات مجلس الأمن ، وأحاكم محكمة العدل الدولية إنما هي موقوفة التنفيذ حينما يتعلق الأمر بإدانة الكيان الصهيوني العنصري الذي يضع نفسه فوقها، بل يدوس عليها دوسا بكل وقاحة واستهتار. أليس من العبث ومن السخرية أن تطالب محكمة العدل الدولي بقرير يقدمه لها مجرمو حرب صهاينة يمارسون الإبادة الجماعية في قطاع غزة ، وفي الضفة الغربية ، والحالة أن لديها من الشواهد الحية المصورة التي توافي بها العالم مخلف وسائل الإعلام الدولية ما يغني عن انتظارها شهرا كاملا لتقرير لن يقدمه الصهاينة علوا واستكبارا ، وإن حدث وقدموه فسكون محض كذب وتدليس ، وطمس للحقائق التي لا سبيل لطمسها ؟؟؟
وفضلا عما تتناقله وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي في العالم باسره من مشاهد التقتيل والإبادة الجماعية ، والدمار الشامل يوميا ، تبث القنوات الإعلامية الصهيونية مشاهد لقاءات ، وموائد مستديرة ومستطيلة، يتحلق حولها صهاينة من مختلف المشارب والتوجهات والذين يجمعهم الفكر العنصري وهدفهم واحد، وهو المطالبة بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني أو تهجيره القسري من أرضه . وإذا كان بث القنوات الصهيونية لهذه اللقاءات أمرا لا يدعو إلى الاستغراب ، فإن قنوات أوروبية وعلى رأسها قنوات فرنسية تستضيف صهاينة عنصريين يطالبون بهذه الإبادة بكل وقاحة ، الشيء الذي يعني أن الإدارات الأوروبية ضالعة كل الضلوع في هذه الجريمة الوحشية حين تسمح بتسويق تلك اللقاءات المقرفة، والمثير للاشمئزاز والغثيان ، وهي التي تصم آذان العالم بادعاء الوصاية على الديمقراطية ، وعلى حقوق الإنسان ، وعلى المساواة بين البشر دون تمييز عرقي ، وعلى العدالة ، وعلى القوانين الدولية ... وهلم جرا .
أليس من العار أن تسمح تلك القنوات بمثل تلك التصريحات الصهيونية العنصرية في هذا الزمان الذي من المفروض ألا وجود فيه لأي شكل من أشكال الميز العنصري ، وفي المقابل نجدها تبث التهدد بالويل والثبور وعواقب الأمور لكل من يدان بما تسميه معاداة السامية . فماذا يسمى هذا الذي تصرح به هذه السامية الصهيونية العنصرية ، وهو المطالبة بإبادة للسامية الفلسطينية التي احتلت وطنها بالقوة ، و ذلك بمساندة الأنجلو ـ جرمانية في ظرف احتلالها لأرض فلسطين بشاهدة تاريخية لا يمكن القفز عليها أو طمسها .
وهل تحتاج محكمة العدل الدولية إلى تقرير من السامية الصهيونية تنتظره شهرا كاملا ، ولديها من الشواهد الحية المصورة التي تبث يوميا من القنوات الصهيونية، ومن القنوات الغربية أمريكية وأوروبية ، يصرح فيها الصهاينة العنصريون بألسنتهم صراحة أنهم يطالبون بمحو الشعب الفلسطيني من فوق أرضه محوا عن طريق الإبادة الجماعية أوعن طريق التهجير القسري ؟؟؟ ولهذا على قضاة هذه المحكمة إن كانوا يحترمون أنفسهم أن يعلنوا استقالتهم من هذه الهيئة القضائية العليا طلما أن أحكامها تظل موقوفة التنفيذ عندما يتعلق الأمر بالبث في جرائم الصهاينة المحتلين أرض غيرهم بالقوة ، والمصرين على إبادة شعبها إبادة جماعية ، عن طريق حصاره القاتل وتجويعه ، وتقتيله ، وتشريده .
وعلى القوى النووية في العالم التي لا تزيد عن انتقاد الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين المتورطين في إبادة الشعب الفلسطيني من خلال الدعم اللامحدود للكيان العنصري الصهيوني أن تقف موقفا يجنبها العار ، وهي تتفرج على جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان دون أن تحرك ساكنة ، وتكتفي بالمطالبة بإدخال المساعدات إلى غزة ، وهي متوقفة ، وبوفق الحرب فيها ، الكيان الإجرامي يسخر منها ولا يبالي بها ، ولديها من القوة ما يجعلها تمرغ أنفه في التراب ، ويكفيها أن يلوح بتهديد بالحصار أو بالعقوبات الاقتصادية كي ترغم الكيان المارق على الانضباط للقوانين الدولية، وعلى رأسها القانون المجرم للإبادة العرقية الجماعية ،الذي استفاد منه هذا الكيان عندما تعرض للإبادة من طرف النازية .
وعلى الدول الإسلامية خصوصا ما يسمى بالنمور الأسيوية ، ومعها تركيا ، وهي كلها مشغولة عن المسلمين المستضعفين في كل أرجاء العالم ، خصوصا في فلسطين ببناء اقتصادها، وتوفير الرفاهية لشعوبها أن تؤدي ما عليها من واجب الأخوة في الدين، والذي يقتضي نصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع الإبادة ،وكذا حماية المسجد الأقصى الذي يتعرض للهدم ، وإلا فلا معنى لانتمائها إلى حظيرة الإسلام ، وهي لا تشارك المسلمين إلا في مناسك الحج ، وفي التظاهرات السلمية ، مع أنها قادرة بحكم قوتها الاقتصادية أن تذود عن حوزة الإسلام ، وتدافع عن المستضعفين من المسلمين في الأرض .
أما الكيانات العربية، فميئوس منها ،وأغلبها منشغل عن قضية المسجد الأقصى وعن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون بالمهرجانات الترفيهية ، وبمباريات كرة القدم ، وكل ما تقدمه لهؤلاء هو أنواع التنديد الفج والممجوج الذي لا يحفل به الكيان الصهيوني ، ويسخر منه ، مع أنها بإمكانها، وفي متناول يدها أن تسحب اعترافها بالكيان العنصري ، وتقطع كل تعامل أو علاقة أو تطبيع معه ، وهذه أشد الضغوط التي من شأنها أن تؤثر عليه ،وعلى الكيانات الغربية الداعمة له، والتي تستفيد كثيرا من مقدرات وثروات الوطن العربي لتحقيق رفاهيتها ، ورفاهية الكيان العنصري المارق والدموي.
وعلى الشعوب الإسلامية ، وفي مقدمتها الشعوب العربية وبالخصوص تلك التي توجد بجوارأرض فلسطين المحتلة أن تقوم بواجب الأخوة الشرعي بكل الوسائل المتاحة لها بما فيها الضغط على أنظمتها بقوة من أجل خروجها عن صمتها ، واكتفائها بالتنديد والشجب والتحرك إجرائيا لمنع المزيد من الإبادة الجماعية ، وإلا فإنها مسؤولة أمام الخالق سبحانه وتعالى ، وستبوء بغضب منه إن لم تقدر مسؤوليتها ، ولم نقم بواجبها الشرعي .
وعلى أحرار العالم من مختلف الأجناس والأديان والتوجهات الفكرية أن يقوموا بواجب الأخوة الإنسانية بكل ما يستطيعون من أجل استئصال الفكر العنصري الذي يستبيح الأرواح البشرية من هذا العالم ، والذي يدوس على كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية ، وهو يجاهر ويفاخر بجرائم الحرب ، وجرائم الإبادة الجماعية تصريحا مع الإصرار على ذلك عبر وسائل إعلامه ، ووسائل الإعلام الغربية بكل صلف ووقاحة في غياب الردع الذي من العار أن يتلكأ أو يتأخر أو يسوف فيه العالم بأجمعه ، ومليون ونصف المليون من الأرواح البشرية في رفح بغزة فوق كف عفريت كما يقال .
وسوم: العدد 1069