خطب الحكام الرنانة سبيلهم للبقاء
أعزائي القراء…
تذكرت وانا اكتب هذه المقالة يوم كان الإتحاد السوفيتي على (سروج خيله) في أعوام الستينات من القرن الماضي ، يوم كانت الخطب ومازالت مع الأسف وسيلة الحكام للملمة الشعوب حولهم والتصفيق والهتاف لهم ، ففي عام 1960 وفي الأمم المتحدة ضرب خورتشوف زعيم السوفيت الطاولة بحذائه اعتراضاً على خطاب رئيس الوفد الفلبيني الذي انتقد السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي.
فكبر السوفييت في أعين الدول الضعيفة والشعوب المستضعفة لهذا الفعل ، ولم يسألوا انفسهم عن الانتصار على الارض الذي حققه السوفييت من خبطة حذاء خورتشوف على طاولة الامم المتحدة ؟.
ولكن الذي تحقق بعد ربع قرن كان انهيار السوفييت ، بينما كان يعتبر السوفييت الإمبراطورية الثانية عالمياً من ناحية القوة والنفوذ ؟ فخرجت جيوشهم من افغانستان مدحورة تجر أذيال الهزيمة، ثم تفكك الاتحاد السوفييتي بعد ذلك .
ولكن الحكام العرب اتخذوا من هذا الأسلوب عنواناً لبقائهم في الحكم ، فكانت الخطب الرنانه والتهجم على الصهيونية والاستعمار واعوان الاستعمار سبيلهم للبقاء في الحكم وهم عملاء لهم ليكسبوا بعض التصفيق من الشعوب . فالقذافي على سبيل المثال اعجب به الكثيرون، ولكن ماذا حقق هذا الرجل للأمة العربية؟.
فلقد اتبع هذا الرجل سياسة خورتشوف عندما مزق نسخة من ميثاق الأمم المتحدة فى خطاب أمام جمعيتها العامة عام 2009 ليحصل على بعض التصفيق . ولكن السؤال هل حقق هذا الفعل الانتصارات على الارض ؟ ومع ذلك فقد نسي بعض العرب منكرات هذا الرجل ومنها تشكيل محاكمة لبعض الطلاب في حرم جامعة طرابلس لانهم انتقدوا أسلوب حكمه فنصب لهم المشانق وقامت (عذراوات) الثورة بحمل هؤلاء الطلاب المساكين إلى المشانق أمام رفاقهم وهم يذرفون الدموع ويصرخون: " ابرياء .. والله العظيم ابرياء" !! كما نسي بعض العرب سجن (بو سليم) الشبيه بسجن تدمر حيث جدرانه مازالت مخضبة بدماء الأبرياء حتى الان !!! ونسي بعض العرب ارسال نصف جيش ليبيا بقيادة حفتر إلى تشاد ليحتلها ويصفق له العرب فاذا بجيشه ينهزم امام قبائل تشاد خلال اسبوعين لتنقذ بعدها امريكا قائد جيوشه في تشاد الجنرال حفتر من سجنه وترسله لواشنطن ليواصل دروس العمالة هناك ، بينما خطب (الاخ العقيد) الرنانة تصل لعنان السماء وهو يهاجم الامبريالية واعوانها من زنقة إلى اخرى ، في الوقت الذي دفع سيادته للإمبريالية الأمريكية اعلى عقوبة مالية بإسقاطه الطائرة الأمريكية فوق لوكربي البريطانية بلغت عقوبته المليارات من الدولارات.
والامثلة لاتعد ولاتحصى.
اما أبطال الصمود والتصدي فقد صفق لهم بعض العرب لقاء خطبهم الرنانة والطنانة والتي كانت ومازالت مع الأسف تمثل لهؤلاء طريق الانتصارات الوهمية ، و اكثر من ذلك فقد رمى البعض على كتف ( بطل الصمود وإمبراطور الكبتاجون) عباءة الصمود بخيوط مصنوعة في قم الإيرانية ثمناً للانتصارات الإعلامية الوهمية ، فأثمرت خطبهم في تدمير الشعب السوري والعراقي واللبناني واليمني ثم الحقوا هذه الانتصارات بالمؤامرة على شعب غزة بتمثيليات هنا وهناك ، ومازال البعض منا يؤمن بسياسة الخطب الرنانة والطنانة سبيلهم لتحرير فلسطين !!.
واليوم على الشعوب العربية ان تفهم ان ( خبط) الأحذية على طاولة الامم المتحدة او تمزيق ميثاقها، او دفع الملايين من الدولارات لرؤساء قبائل افريقيا لينصبوا الاخ العقيد القذافي (ملكاً لملوك افريقيا، ويتصوروا معه عراة إلا من جلود النمر ) هو طريق انتصاراتنا. بينما اوطاننا تتآكل شبراً شبرا كل يوم في عهدهم الخياني الممزوج بالخطابات الرنانة والطنانة لعصابات الصمود والتصدي.
أعزائي القراء..
- النثرية التي كتبتها يوم ألقى احدهم ويدعى المحامي سميح خريس اردني الجنسية عباءة الصمود على كتف جزار الشعب السوري بعنوان :
عباءة منسوجة في بلاد فارس .
أعزائي العرب
أبشروا..وإهزجوا...وإرقصوا
وعلقوا صور كسرى على أعمدة الكهرباء
وزينوا بها زجاج نوافذكم
فقد أعلن كسرى عروبته
فسجد اصحاب العمائم واللحى
طاعةً لرغبته
فمصانع تعليب قوميتنا
في طهران ..سادت
وعباءآتنا رمز عروبتنا
في أصفهان نُسجت
أما الحواشي
فمن ذهب قٌمٍ زُينت
ثم جاء مندوب الأسد
فألقاها على كتف سيده
فرقصت..وتمخترت
وفاحت رائحة بخور الخميني
وعبقت بين الحضور
ففتحوا النوافذ
فماتت كل الحمائم والطيور
وإنكشفت عورة المستور
ففي الشام اليوم عروبة
بنكهة كسرى والفقيه
فأبشروا يا عرب
فالفرس اليوم على أيدي الأسد
تخفوا بعباءآت العرب…
وسوم: العدد 1072