لا يجوز المزج بين تقدير الموقف السياسي وتقدير الموقف الأخلاقي!!
فكيف تقول لطالب جد واجتهد وسهر وعمل، لقد رسبت!!
وكيف تقول لتاجر؛ عمل واتقى، وكدح وقدم لقد خسرت؟؟
وكيف تقول لثائر انطلق من حق، ودافع عنه، وضحى من أجله؛ لقد خُدعت!!
وفي حادث بئر معونة، وقد كذب الأعرابُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، حتى أصابوا سبعين رجلا من خيرة الخيرة من المسلمين، درس وأي درس!!
أيها الناس: فرق بين أن يقول أحدنا عن نفسه، أصبتُ أو أخطأتُ، وبين أن يقول: أحسنتُ أو أسأت. وكم أصاب المسيئون ونجحوا، وكم أخطأ المحسنون فقصروا، ولذا قال سبحانه: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ).
ووالله إننا في سياق هذه الثورة المباركة بسوادنا وبدماء شهدائنا وبتضحيات المضحين منا، ما كذبنا؛ ولكن ما أكثر ما كُذبنا..
صحيح قول عمر رضي الله عنه: لست بالخَب ولا الخَبُ يخدعني. ولكنهم قالوا أيضا: إن المؤمن غَرّ كريمٌ صادق، يصدق فيخدع..
وإن الفيئةَ إلى الحق خير من التمادي في الباطل..
وأول ما قال حكيم العرب قس بن ساعدة: اسمعوا وعوا..
فلا فائدة من سماع بغير وعي.
وسوم: العدد 1077