على قيدِ الحرِّيَّةِ؟
ومرة رابعة، أعود للكتابة عن أهمية ثورة الجامعات الغربية ضد التوحش الصهيوني في غزة والضفة، وكل فلسطين المقدسة المحتلة.
إن المجتمعات المدنية المتحضرة تُعتبر الجامعات فيها قمة سنام تحضرها؛ ففي الجامعات أولو النهى من الرؤوس العلمية الكبيرة، وفيها سيتخرج الجيل الجديد إلى مدارك الحياة.
وقد قلتُ مراراً إنَّ الجامعات الأمريكية بمظاهراتها الطلابية الحاشدة المستمرة؛ في أواخر الستينيات كان لها الدور الأكبر في الضغط على الحكومة الأمريكية اليمينة الفاشية، لسحب قواتها الغشَّامةِ من فيتنام.
أما في الخمسينيات من القرن المنصرم فقد بدأت الجامعات الأمريكية الحرة بطلابها وكادرها التعليمي النظيف بالضغط على "البيت الأَسود" لكي يقطع علاقاته مع حكومة جنوب إفريقيا التي كانت يومها عنصرية، ونجحت بعد عشرين عاماً.
واليوم ثورة الجامعات الغربية الأمريكية لا يقتصر على حث حكومتها على وقف ضخ الأسلحة المدمرة وكثير منها محرم دوليا إلى الكيان المتوحش البربري، بل إلى وقف التعامل التكنولوجي من وإلى أمريكا في مجالات صنع وتطوير السلاح الصهيوني القتال.
كما يطالبون بوقف الدعم المتبادل بين المؤسسات الصهيونية والجامعات الأمريكية كلها ... وهكذا الشعوب الحرة المتحضرة.
كنا في عهد الطفولة في مجلات الصغار يضعون لنا صورة شخص، ويقولون للأطفال ابحثوا عنها في مكان ما من المجلة، وسجلوا كم استغرق معكم من الوقت. وأنا بدوري أقول لكل أحرار العالم: ابحثوا لي عن الجامعات العربية والإسلامية؛ هل هي ما زالت على قيد الحرية؟!
ولا بد من أختم بالقول إن هذه التظاهرات الصحية للشعوب الحية لم تؤتِ ثمارها سريعاً، ولكنها سوف تؤتي أُكلاً ولو بعد حين. فعلى سبيل المثال الثورة الطالبية الأمريكية ضد قطع العلاقات مع الدول العنصرية استمر أكثر من عشرين عاما.....
وسوم: العدد 1079