حظر دخول الأجانب و الروافض منهم إلى المسجد الأموي بغير تصريح أمني!!
أصدر ما يسمى "مكتب الأمن الوطني" في سورية، وهو الجهة الأمنية الأعلى، تعميما يفرض قيودا على دخول "الزوّار الأجانب" إلى المسجد الأموي في دمشق، بمن فيهم الزوار الشيعة، وملاليهم بشكل خاص، إلا بتصريح خاص يحصلون عليه من المكتب المذكور!!
إن إصدار هذا القرار الواضح والجريء يشكل مؤشرا واضحا على عدة أمور في السياسات المجتمعية والدولية والإقليمية..
فهذا القرار أولا رسالة تسكينية إلى المجتمع السوري، الذي بلغ به السيل الزبى، بعد أن تم تسجيلات لفيديوهات مستفزة، من قبل بعض الملالي الشيعة، ودهمائهم من الرواديد واللطامات واللطامين، وقد حملت هذه التسجيلات رسائل شديدة الاستفزاز، للشعب السوري، وللفة العمائم المتكورة حول بشار الأسد..وقد سجلت الفيديوهات صورا لبعض البهائم وهم يعتدون بالأحذية على قبور الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، في دمشق وغيرها..
ويأتي هذا القرار - ثانيا- بين يدي ذكرى ما يسمى "عيد الغدير" الموافق للثامن عشر من ذي الحجة من كل عام. ويوم عاشوراء في العاشر من محرم، وهما يومان طائفيان مستفزان بامتياز لعموم السوريين، يبالغ فيهما الرافضة بتحد المسلمين باللطم واللعن والتشبيح..
فعلى الصعيد الطائفي، يشكل هذا القرار الأمني ولا شك نوعا من الاسترضاء أو التطمين للمجتمع السوري، الذي ما زال يعاني من وطأة التحدي الطائفي، على يد ميليشيات الولي الفقيه وأذنابها..
أما على الصعيد السياسي...
فتعتبر الخطوة الأمنية الأسدية رسالة متعددة الاتجاهات والإيحاءات..
منها ما هو رسالة لطهران أن شهر العسل قد شارف أو كاد..ويتعلق ذلك بعدة معطيات، ما زال يرصدها الراصدون، وقد بلغت مداها في سؤال: من الذي يعطي إحداثيات غرف نوم القادة الإيرانيين في فضاء دمشق!! ويبدو أنه ليس ملالي قم وحدهم هم الذين يستحلون "المتعة" بل في الساحة من يسبقهم إليه وفيه!!
ومنها ما هو رسالة طمأنة لدول العالم، ولدول الإقليم بإمكانية فك الالتحام الأسدي - الإيراني، ولو باستدارة بعيدة المدى..
كما يعتبر القرار في الوقت نفسه خطوة إلى الوراء باتجاه المجتمع السوري المثخن، الذي بالغت الميليشيات الإيرانية في النيل منه واستفزازه..
سياسيا ربما يكون القرار صدى مباشرا لما عبر عنه بشار برهوم، يوم اشتكى، وإن غاب، وإنما هو رجل قيل له قل، فقال..
وربما ستثبت الأيام أن ملالي طهران كانوا أكثر غباء مما قدر فيهم الكثيرون..
منذ أيام كان بعض أهل الخبالة يذكر عواصم الممانعة فذكر طهران وبغداد وصنعاء والضاحية، وأسقط عن غير نسيان دمشق!!
قرار مكتب الأمن الوطني الأسدي قرار له ما بعده بلا شك، وعلينا أن ننتظر لنتأكد من قدرة الذين أصدروه على الوفاء به، واستحقاقات هذا الوفاء، ولعلهم أو ليتهم يستطيعون...
التجاوزات والانتهكات ليست ليس في المسجد الأموي وحده، فسورية كلها قلوب وعمارة تئن، وسورية كلها حرم أموي.
وسوم: العدد 1080