ما الذي يعنيه إعلان "إنتل" وقف استثمار بقيمة 25 مليار في "إسرائيل"؟

أخطرت شركة "إنتل" الأمريكية، لصناعة الرقائق والمعالجات الرقمية، المسؤولين في فرعها بفلسطين المحتلة، قرارها إلغاء العقود الموقعة معهم لتوريد المعدات والمواد اللازمة لتوسيع مصنع الشركة الجديد في مستوطنة "كريات جات" (بلدة الفالوجة المهجرة جنوب فلسطين المحتلة،)، علما أن الشركة نفسها أعلنت في شهر كانون أول/ديسمبر الماضي عن زيادة استثماراتها في دولة الاحتلال بعشرة مليارات دولار.

ووفقا لما أوردته صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، اليوم الخميس، فقد كانت وزارة المالية في حكومة الاحتلال على علم بقرار الشركة وقف بناء المنشأة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل شهره التاسع.

وكان من المقرر تنفيذ توسعة مصنع "إنتل"، والذي أُعْلِن عنه رسميا نهاية العام الماضي، باستثمار 25 مليار دولار. وبموجب الاتفاق مع إسرائيل للتوسعة، كان من المفترض أن تحصل الشركة على حوافز بقيمة 3.2 مليارات شيكل (864.77 مليون دولار).

وأشار المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات (مستقل مقره الكويت)، عبدالعزيز العنجري، إلى أن قرار "إنتل" جاء في الوقت الذي تشهد فيه السوق العالمية للرقائق ازدهاراً ملحوظاً، مع توقعات بزيادة بنسبة 20 بالمئة في عام 2024 مدفوعة بارتفاع استخدام الرقائق في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والسيارات الذكية.

ورأى العنجري في حديث مع "قدس برس" أن "قرار إنتل بوقف بناء مصنعها يكشف عن تراجع الثقة ببيئة الاستثمار في إسرائيل... علاوة على ذلك، تتعرض إسرائيل لضغوط إضافية من خلال المقاطعة الأكاديمية التي تستهدف مؤسساتها التعليمية العليا، مما يؤثر سلباً على تعاونها في المشاريع البحثية والتقنية".

وشدد العنجري، وهو عضو نادي الصحافة الوطني في واشنطن العاصمة، على أنه "بالرغم من أن إسرائيل تحظى بحصانة سياسية وأمنية من الولايات المتحدة لتجاوز أي عقوبات أو ممارسات قد تضر بها، فإن هذه الحصانة لم توفر لها بيئة استثمارية مستقرة وآمنة، كما أن أمريكا لا تملك السلطة لإجبار الشركات الخاصة على البقاء والاستثمار في إسرائيل".

وأضاف "لذلك، يشكل الانسحاب الأكاديمي والتجاري الدولي الانعكاس الأصدق لحقيقة نظرة الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل وسياساتها، والذي يبدو أنه بدأ يعاقبها عقاباً جماعياً دولياً خارج نطاق التأثير والفيتو الأمريكي" على حد تعبيره.

موضحا أن "هذا يعكس تحولاً في الثقة العالمية، ويشير إلى تأثير حقيقي على مستقبل إسرائيل الاقتصادي والعلمي كقوة علمية وتقنية رائدة".

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 251 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.

وسوم: العدد 1083