سجن تدمر المدمر … والسجن البديل

أعزائي القراء..

لماذا سمح لداعش بدخول تدمر زاحفة من دير الزور عبر بادية الشام المكشوفة لطيران موسكو وعصابات الاسد  دون الاقتراب منها ، ثم طردها ببساطة بعد عدة شهور من دخولها تدمر ؟ جواب هذا  السؤآل يتعلق بأمرين :

أولاً:  لاظهار قوة داعش العسكرية القوية ومن ثم تبرير ارتكاب الجرائم الوحشية ضد الشعب السوري الثائر ضد نظام عصابة الاسد بحجة محاربة ارهاب داعش .

 وثانياً : لتدمير سجن تدمر على يد داعش وبذلك لمحي مجازر حافظ الاسد وشقيقه الجزار رفعت من الذاكرة بقتلهم لآلاف السجناء ودفن الكثير منهم احياء بمحازر جماعية. وبعد تدمير السجن تم طرد داعش ببساطة  من تدمر وسط احتفالية روسية احضرت لها فرق فنية  راقصة من موسكو 

بنى سجن تدمر الفرنسيون في ثلاثينيات القرن العشرين ليكون إسطبلا لخيولهم، ثم تحول إلى سجن عسكري، ومنذ عام 1966 أصبح يستقبل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، ويعرف بأنه من أسوأ السجون السورية  بل العالمية بسبب التعذيب وسوء المعاملة، حيث نفذت فيه عمليات إعدام ميدانية راح ضحيتها آلاف السوريين،

و لكن ! 

حسب سياسة الجزار التكنولوجية المطورة والقائلة : اهدم سجناً و ابني آخر  اقذر منه ، فكان بديل سجن تدمر  سجن جديد اسمه  سجن حسياء بحمص

وقال المصدر إن هدف النظام من وراء  بناء السجن الجديد تخفيف الازدحام في السجون الأخرى ، حيث نقلت إدارة سجن عدرا مساجين إلى سجن حسياء، إضافةً إلى نقل مئات  الأشخاص الغير محكومين من الأفرع الأمنية إلى احد أجنحة سجن حسياء.

بوشر ببناء السجن المذكور في عام 2013، ليتسع لأكثر من 4000 سجين، وتم الانتهاء من بنائه وتجهيزه في نهاية عام 2019.

يقع السجن جنوب حمص على بعد 45 كم منها  بالقرب من مدينة حسياء،.ويتكون من بنائين متقابلين، وكل بناء يتألف من 8 كتل طابقية، إضافةً لبناء آخر يستخدم للتحقيق وحجز الموقوفين في بعض زنزاناته التي خُصصت لذلك،

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها عام 2023 اعتقال ما لا يقل عن 115 الف شخص( الرقم الحقيقي وصل إلى 200 الف معتقل )  بينهم 4000 طفلاً  8000 سيدة لا يزالون قيد الاختفاء القسري في سوريا منذ آذار/ 2011.

ووفقاً لعدد المعتقلين والمفقودين المقدّر من جانب الأمم المتحدة بـ 100 ألف مفقود منذ عام 2011، قدّرت دراسة رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، أنه خلال الفترة بين عامي 2011 و2020، بلغ حجم المبالغ المدفوعة للكشف عن مصير المفقودين بـ 900 مليون دولار أمريكي حصلها النظام عبر الرشاوي وابتزاز العائلات مالياً.فهدف هذه السجون التكنولوجيّة افناء الشعب السوري داخلها بصمت والاستفادة المالية  منها بابتزاز عوائل المساجين الأبرياء المحتجزين فيها .

سجون الاسد هي التكنولوجيا الوحيدة والتي تظهر وجه سوريا الحقيقي في عهد الطاغية الاول والثاني, هذه هي مظاهر الحضارة الأسدية والمرضى عنها دولياً .

وسوم: العدد 1093