القضية الفلسطينية قضية شعب مقدسة ومن السخف والسخرية أن يحلم المحتل الصهيوني وحلفاؤه الغربيون بطي صفحتها
القضية الفلسطينية قضية شعب مقدسة ومن السخف والسخرية أن يحلم المحتل الصهيوني وحلفاؤه الغربيون بطي صفحتها من خلال اغتيال قادة مقاومتها
من المعلوم أن قضية الشعب الفلسطيني هي أولا قضية دينية مقدسة باعتبار نضاله وجهاده من أجل تطهير المسجد الأقصى من دنس الصهاينة الذين يلوحون بهدمه وإقامة هيكلهم الخرافي المزعوم مكانه . وهي ثانيا قضية شعب احتلت أرضه بالقوة في فترة الاحتلال البريطاني الذي مهد للعصابات الصهيونية لتحل محله ، وهو أمر يشهد عليه التاريخ الذي لا يمكن لأحد مهما كان أن يلتف حول شهادته أو يشكك فيها من خلال إضفاء مشروعية زائفة على وجود كيان صهيوني مستنبت من طرف الغرب الظالم في وطن له شعب هو صاحب السيادة الشرعية والتاريخية والقانونية عليه ، والذي له حقه الشرعي في المقاومة من أجل تحريره ، وهو حق يقره القانون الدولي ككل الشعوب التي احتلت أوطانها .
وعوض أن يُعامل الشعب الفلسطيني كباقي تلك الشعوب ، ويُضمن له حقه المشروع في استرجاع حريته واستقلال وطنه ، ظل العالم الغربي الظالم والذي سيلاحقه الخزي والعار إلى الأبد بسبب احتلاله لأقطار عربية لن تنسى شعوبها أبدا جرائم جيوشه الهمجية والوحشية ، وبسبب زرعه الورم السرطاني الخبيث في فلسطين القلب النابض للوطن العربي ، فإنه قد طبخ المؤامرة تلو الأخرى من أجل مصادرة حق هذا الشعب في استرجاعه استقلال وطنه . وبعد حروب الجيوش العربية مع المحتل الصهيوني، ومن لإنصاف القول أنها كانت تواجه في الحقيقة الحلف الأطلسي ، وكانت حروبها معه غير متكافئة، و قد انتهت بهزائم تلك الجيوش ، وباستسلام بعض حكام العرب، وقبول الكيان الصهيوني كواقع ، وهو ما جعل الغرب يحاول الانحراف بالقضية الفلسطينية عن مسارها ،ويزج بها في متاهات ما سمي بمسلسلات سلام بمذاق الاستسلام ، والتي اعتبرها الشعب الفلسطيني عبارة عن سراب بقيعة ، وقرر أن يمضي قدما في طريق الجهاد والمقاومة عبر العديد من المحطات إلى آخرها وهي محطة طوفان الأقصى التي كان سببها هو المؤامرة المبيتة التي سميت صفقة القرن أو صفقة البيت الإبراهيمي، وقد راهن على نجاحها الكيان الصهيوني ومعه الغرب برمته وكل الدائرين في فلكه إلا أن طوفان الأقصى أتى عليها من أساسها ، وأعاد قضية الشعب الفلسطيني إلى الواجهة من جديد ، وكان ذلك مفاجأة للمحتل الصهيوني، ولكل الإدارات الغربية المتواطئة معه محاولة طمس معالم هذه القضية المقدسة والعادلة، كما أنه سقط في أيدي كل من علقوا الآمال العريضة على نجاح صفقة القرن المخزية .
وأمام صمود المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة، وخيبة أمل المحتل الصهيوني والغرب المؤيد له في القضاء عليها بعد مرور سنة كاملة من الصمود الأسطوري لأبطالها والتصدي لعدوهم ببسالة منقطعة النظير ، حاول يائسا النيل منها من خلال استهداف قادتها بالاغتيال كما كان الحال مع الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله تعالى الذي غدر به فوق التراب الإيراني ، ووقع إثم اغتياله على الإيرانيين، وسيظل عار التفريط في حمايته يلاحقهم إلى الأبد. وباستشهاده ظن العدو الصهيوني أن المقاومة ستلقي سلاحها، وتستسلم له ليحقق زهمه بإعادة احتلال القطاع من جديد وقد خرج من قبل منه خاسئا مندحرا، لكن تناول القائد البطل السنوار مهندس طوفان الأقصى مشعل المقاومة بعد الشهيد هنية ، وكان ذلك بمثابة صفعة للعدو الصهيوني وغصة في حلقه العدو لأن هذا القائد الفذ قد أعجزته مطاردته في عرينه ويئس من الوصل إليه بالرغم من قواته العسكرية المدججة بأحدث الأسلحة الفتاكة ، وبالرغم من أجهزة مخابراته المدعومة بكل أجهزة المخابرات الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية .
والبوم وبعد مرور سنة كاملة أذاق خلالها أبناء السنوار الأشاوس طعم الهزائم المرة المتتالية لجيش العدو الذي كان يباهي بأنه أقوى جيش لا يقهر في العالم ، أعلن أنه قد قتل القائد مبدع الطوفان ، علما بأنه كان يروج عنه أراجيف مفادها أنه يعيش في الأنفاق ، وأنه يتخذ من الرهائن الصهاينة دروعا بشرية يحتمي بها إلا أن السنوار الذي كشف عن خور الجيش الصهيوني وجبنه وهو على قيد الحياة طيلة حول كامل من الصمود والتحدي كشف اليوم مرة أخرى عن كذب الكيان الفاشل الذي ارتكب خطأ فادحا بتصويره شهيدا ، وعليه بذلته العسكرية وفي يده رشاشه، الشيء الذي دل بجلاء على استشهاده في ساحة الشرف فوق تراب أرض وطنه الطاهرة بعد اشتباك ضار مع جيش المحتل الذي لم يجد بدا من استعمال قذيفة دبابة للنيل منه ، وقد دل ذلك على شدة بأسه، وشجاعته النادرة ، كما كشفت عن مدى رعب جيش العدو منه أثناء النزال معه حيث اضطر لجبنه غلى استعمال قذيفة دبابة مع أن طلقة نارية واحدة كانت كافية لاستشهاده .
وبعد تأكد العدو الصهيوني من استشهاد الأسد الهصور تنافس قادته العسكريون مع رئيس وزرائه الخوار أمام عدسات الإعلام ، وتسابقوا من أجل التباهي بالقضاء عليه حتى بلغ الغرور بأحدهم مطالبة أبطال غزة بتسليم الرهائن ، ورفع أيديهم والاستسلام. وبهذا يكرر العدو الصهيوني مرة أخرى التعبير عن وهم القضاء على المقاومة من خلال تصفية قادتها محاولا بذلك اختزال قضية شعب مقدسة وعادلة لا سبيل إلى طمسها .
إن الحرائر الماجدات اللوتي ولدن الشيخ ياسين، والرنتيسي ، وهنية، والسنوار وغيرهم من الشهداء الذي قضوا جهادا في سبيل الله ، ومن أجل استقلال وطنهم ولدن ،وسيلدن دائما الأسود الهواصر التي ستحرر أرض الإسراء والمعراج بإذن ومشيئة الله تعالى ، وستطهر المسجد الأقصى من الدنس الصهيوني ، وستصون بيضته ، وتعلي هناك راية الإسلام عالية خفاقة إلى يوم الدين .
ولقد كشفت الإدارة الأمريكية اليوم من خلال اغتباطها باستشهاد البطل المجاهد السنوار، والشماتة بموته، والتشفي منه عن لؤمها ،وخستها ،ومكرها بالشعب الفلسطيني، والكيد الخبيث له ، في وقت تقدم للعالم نفسها وسيطا ومفاوضا من أجل وقف الحرب في غزة ، وهي في الحقيقة طرف فيها تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وذلك بالمشاركة الفعلية فيها ، وعن طريق إمداد الكيان الصهيوني بالآلة الحربية المدمرة للإنسان والعمران . ولقد عبر الرئيس الأمريكي الذي يعاني من الخرف عن نفس الوهم الذي يتوهمه الصهاينة وهو محاولة القضاء على المقاومة الفلسطينية من خلال القضاء على قادتها السياسيين والميدانيين، ولكن وهمهم جميعا سيتبخر لأن المقاومة حبلى بقادة كُثْر كلهم صناديد وأشاوس، و في مستوى بسالة القائد السنوار الذي تمنى على الله عز وجل الشهادة ،فأكرمه بها ، كما أكرم كل من طلبها من الشهداء الأبرار .
المجد والخلود في جنة الفردوس للشهداء ، و الذل والهوان والموت والجحيم للصهاينة الجبناء ،وللأمريكان اللئام ، ولكل الخونة الخساس ،وعاشت فلسطين حرة أبية شامخة بأقصاها المبارك ، وعاش شعبها البطل المغوار حرا عزيزا شامخا إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها . وللأمة العربية والإسلامية في استشهاد البطل السنوار عزاء لها . وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وسوم: العدد 1098