سيرة الظاهر بيبرس وكلة معروف
منذ يومين حين دخلت فصائل الثورة، مدينة حماة وسلمية..
رحبنا ببلدة سلمية درة في العقد السوري. سلمية مركز حضاري، وسلمية ديمغرافيا سورية تشاركية، وسلمية عاصمة مذهبية وتاريخية لمدرسة من مدارس الفكر الإسلامي.
واليوم وما زال التصعيد الثوري في فضاء السويداء يتصاعد حتى وصل اليوم غايته متصاعدا، مؤكدا على وحدة السوريين، وأنهم جميعا قد توافقوا على الخلاص من الظالم المستبد.. ومن حق علينا أن نؤكد التحية لثوار السويداء، ونرحب ببني معروف درة أصيلة في العقد السوري الفريد
أذكر السوريين عامة، والحلبيين خاصة، بالكلة الحجرية المعلقة في قنطرة باب انطاكية، في حلب والمعروفة "بكلة معروف"
من قرأ منا سيرة "الظاهر بيبرس" وأنا قد فعلت وعمري عشر سنوات، سيعلم أن لهذه "الكلة" قصة جميلة معروفة، أحكيها ولا يشترط أنني أصدقها..
ففي سيرة الظاهر بيبرس، ثلاث شخصيات درزية، أو هكذا يتذكر الطفل الذي عمره عشر سنوات، ويحكي اليوم وهو يقترب من الثمانين..
كان في السيرة البيبرسية ثلاث شخصيات من قادة الجيش الإسلامي الذين كانوا لا يزالون يصارعون الصليبيين وهذه الشخصيات هي
المقدم "إبراهيم الحوراني" فارس بطل، والمقدم "سعد الدبل" مقاتل راجل. وهو ابن خالة إبراهيم وصديقه. ثم القائد الثالث والأكبر المقدم "معروف" الذي يقود ميمنة جيش الظاهر بيبرس.
حسب الرواية، وأرجو أن تتذكروا أنني أحكي لكم حتوتة، كان المقدم معروف قائد فيلق من فيالق الجيش، وتكفل للظاهر بيبرس، بحماية "باب انطاكية" من هجوم الصليبيين. وكان المقدم معروف يحارب بالكلة..
حامل "الكلة الحجرية" يجب أن يكون قوي الذراع، يمسك "الكلة" المثبتة في سلسلة حديدية، بيده فيطوح بها فوق رؤوس الأعداء، فيقتل أو يعطل على امتدادها من تصيبه..
حسب الرواية، قُتل المقدم معرو في اليوم الأول للمعركة..!! ولكنه ظل حسب الرواية يأتي كل يوم، من كبد الغيب حاملا كلته، فيقاتل حتى الغروب ويختفي..وفاءً لوعده.
وفي اليوم الأخير ترك كلته، ومضى، إلى عالم الغيب. وعُلقت الكلة في سقف قنطرة باب انطاكية تخليدا وعرفانا. ومن هنا سمي الدروز الموحدون ببني معروف. رجعت إلى ما تيسر لي من أدبياتهم فوجدتهم مختلفين حول هذا..
وأعود لأؤكد تسجيل التحية والإكبار والتأييد لكل الأحرار السوريين الرافضين لنظام الفساد والاستبداد..على كل خلفياتهم.
وبالمناسبة فإنني انتظر أول بلدة يسكنها مواطنونا العلويون، تعلن انشقاقها لنعلن الترحيب بموقفها. يجب أن لا نكف عن التأكيد أن حربنا ضد نظام الاستبداد والفساد فقط..
وبالمناسبة في سيرة الظاهر بيبرس أيضا شخصية "الملك عرنوس" العلوي الذي كان يقاتل في جيش الظاهر بيبرس، وحكايته أكثر تشويقا، وهو بحماله وبمغامراته الدون جوانية تصلح سيرته لتكون فيلما هوليوديا…
أحكي حكايته يوم ينشق أول مكون علوي ويعود إلى حضن الوطن الحقيقي…
لا تثربوا عليّ فالجادة الوطنية عريضة وهي تتسع للجميع…
وسوم: العدد 1106