الخروج من الجلد

لا أحد يقول لي: لا نفهم كثيرا مما تقول!!

ففي آيات القرآن الكريم كثير من الأمثال.

في كتاب الله تعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)

في الخروج من الجلد عن البخيل المروزي الذي زاره في مرو صديقه البغدادي.. قصة تطول.

وأخرج بمفهوم الخروج من الجلد من دلالته المادية إلى الدلالة المعنوية…فتأملي وتأمل…

وفي هذا الإطار أنا كثيرا ما كنت أردد للمخلوع:

ألقى المزادة كي يخفف رحله.. والرمحَ حتى نعلَه ألقاها..

لا أريد أن أتذكر هذا البيت مرة أخرى…

منذ أيام تابعت تسجيلا خاصا، ولا أدري مدى مصداقيته في عصر الطوفان، للمدعوة نجاح العطار، تمتن على الشعب السوري، بعدد المكتبات التي أسستها في المدن والبلدات والأرياف!!

قلت في نفسي ليس من المهم كثيرا أن نعد عدد المكتبات، المهم للعقلاء أن نتحدث عن "حشوتها"

نحتاج إلى إعلامي بالغ عاقل راشد يزور أصحاب المكتبات في سوق الكتب في دمشق - في الحلبوني- وفي حلب وحمص وحماة، فيسأل عن قائمة المؤلفين والكتب المحظورة،، أنا لم أتعامل طوال حياتي بالممنوعات، أي نوع من الممنوعات، لا !! غير الكتب والمطبوعات..

التقطت من الشارع في سنة ١٩٥٩ ورقة مطوية، ففتحتها وقرأت فيها حكاية إعدام " فرج الله الحلو بالحلو..

وأنا أعلن بكل وضوح أن الذين يؤمنون بالكتاب الممنوع لا يصلحون للحياة..

من حقك أن توجه من حولك إلى أي كتاب تريد…وتحذره من أي كتاب تريد..

ليس من حقك أن تمنع…

إن الذين غمسوا أيديهم في أديم المفكرين والعلماء والفكر والعلم والأدب.. ليسوا أقل جناية من الذين قتلوا وانتهكوا وعذبوا..

بل أعتقد أن ولاة بشار الأسد على مستويات التعليم والثقافة ليسوا أقل جريمة…فاسمعوا وعووا

وأحكي لكم أنا في حلب كنتُ حلسَ المكتبات المركز الثقافي أولا، ثم المكتبة الوطنية، ثم المكتبة الوقفية…

المركز الثقافي في حلب لم يكن فيه كتاب واحد يذكّر بالله.. ولا مثل كتاب العبقريات..

في المكتبة الوطنية كانت الحيل البعثية مختلفة، الكتب موجودة، في الفهارس، ولكنها مغيبة على الأرفف، أو موضوعة في غير موضعها.

في الصف العاشر، حكى لنا الأستاذ حسن ضياء الدين عتر رحمه الله تعالى عن انجيل برنابا…

بوجهي إلى المكتبة الوطنية، بحثت عن الكتاب في الفهارس ووجدته، ولكنه لم يكن موجودا في مكانه على الرف…!! فاعتذر لي القيّم على الكتب.

ولو سئلت عن أخطر الوزارات العملية في تاريخ سورية الحديث، أقصد سورية الثورة، لقلت وزارات

التربية والإعلام والثقافة..

إن من أكبر الجرائم في تاريخ سورية الحديث أن يعتبر أعلام الإسلام مثل الإمام النووي، والامام العز سلطان العلماء، والإمام ابن تيمية شيخ الإسلام و ابن القيم… من المحظورين!!

أنا لا أكتب في فراغ.

مما حفظت من كتب هؤلاء أن الخضر عليه السلام عندما يحضر مجلسَ قوم لا يقول لهم: أنا الخضر.. أنا الخضر!!

أنا أقول لكل السوريين: أنا النذيرُ العريان.. هذه تقولها العرب، وتريد أن تسأل عنها، راجعها في معجم الأمثال…

وأقول أيضا: وأول الرقص. حنجلة. وأضيف لن يرضوا عنك..ولا أمانع أن تصانع ولكن تذكر (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)

وأعود فأقول: ولو خرجت من جلدك.. فلا تغامروا بما يسكب في رؤوس أبنائنا وبناتنا أيضا…!!

اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد…

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1112