لن تتكرر بإذن الله عز وجل مرة أخرى النكبة والنكسات التي تلتها أبدا بعد طوفان الأقصى
لن تتكرر بإذن الله عز وجل مرة أخرى النكبة والنكسات التي تلتها أبدا بعد طوفان الأقصى فما بعده إلا الصمود والثبات في فلسطين والنصر أو الاستشهاد
إن القول بأن طوفان الأقصى حدث تاريخي يعتبر نقطة تحول جوهري ، ومنعطف غاية في الأهمية بخصوص القضية الفلسطينية قول لا مبالغة فيه ، بل هو الحقيقة التي لن يبتلعها الكيان الصهيوني، ولا الإدارات الغربية الداعمة له بلا حدود ، ولا غيرهم ممن تسكن وجدانهم عقدة الشعور بالهزيمة أمام هذا الاحتلال البغيض الذي يعتبرونه قدرا لا خلاص ولا مناص منه ، ولا خيارغيره.
طوفان الأقصى انهارت معه أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر ، والذي يعد في طليعة الجيوش ذات البأس الشديد في العالم . و لقد شاهد العالم بأسره انتكاساته المتتالية طيلة ما يزيد عن سنة وثلاثة أشهر في الحرب على قطاع غزة ، عندما كانت قناة الجزيرة القطرية تنقل عن المقاومة الفلسطينية ما تمدها به من مشاهد بطولية لا مثيل لها إلا في عصور الأمجاد، مقابل مشاهد مخزية للجنود الصهاينة الذين كانوا ينهارون منتحبين مخننين ، ومولولين ، ومولين الأدبار ، شاهدين بذلك على نهاية خرافة الجيش الذي لا يقهر ، والذي حاول التغطية والتمويه على هزائمه المتتالية من خلال تسور الجدار الأقصر كما يقال مستهدفا المدنيين الغزل أطفالا ونساء وعجزة ومرضى بسلاح الجو طيرانا ومسيرات ، وبشتى أنواع الأسلحة الفتاكة بالأطنان ، إلى جانب أساليب الإعدامات الميدانية داخل المستشفيات التي دمرت عن آخرها بعد تصفية أطرها الطبية ،وأطر الإسعاف، والصحفيين ... وغيرهم ، فضلا عن أسر العديد منهم ، والتنكيل بهم في معتقلات رهيبة ، وذلك من أجل تسويق أوهام الانتصارات التي لا اعتبار لها من وجهة نظر الخبرة العسكرية التي لا تعتبر الإبادة الجماعية للعُزِّل نزالا عسكريا أو انتصارا، بل هو سُبّة ،وعار، وشنار .
ولقد عرى طوفان الأقصى الوجه الذميم للكيان الصهيوني في كل ربوع العالم حيث فطنت شعوب العالم الغربي إلى التضليل الذي ظل اينطلى عليها لعقود من خلال الآلة الإعلامية الغربية المتصهينة التي تقدم لهم كيانا عنصريا دمويا كضحية مقابل شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته ، ونسج وتلفيق تهم الإرهاب والتخريب لهما . ولقد صدحت حناجر شعوب العالم الغربي عاليا بإدانة جرائم هذا الكيان في الميادين والشوارع معتبرة وجوده في المعمور في زمن سيادة الديمقراطية وصمة عار على جبين إداراتهم المشاركة معه في جرائم الإبادة الجماعية الوحشية ، و المسوقة لارتزاقه ومتاجرته بمقولة "معاداة السامية " الخدعة المكشوفة التي لم تعد تنطلي على شعوب المعمور المتشبعة بالقيم الإنسانية التي تدين بشدة بكل أشكال العنصرية المقيتة التي عفا عنها الزمن بعد اندحار النازية والفاشية في القارة الأوروبية ، واندحار الميز العنصري في جنوب القارة الإفريقية ، واندحار كل حركات الاحتلال العنصري الغربي البغيض سواء في هذه الأخيرة ، أوفي البلاد العربية والإسلامية .
ولقد خط طوفان الأقصى للشعب الفلسطيني الطريق الصحيح الذي يجب أن يسلكه من أجل تحرير وطنه المحتل ألا وهو طريق المقاومة المسلحة، لأن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بالتفاوض، وبما يسمى بمسلسلات السلام التي يناور بها المحتل بخبث الصهيوني وحلفاؤه الغربيون مراهنين على تراخي الزمن كي يحكم قبضته على ما اغتصبه بالقوة .
ولقد كشف طوفان الأقصى عن مؤامرة الكيان الصهيوني بضم قطاع غزة والضفة الغربية تحقيقا لحلمه التلمودي الوهمي تمهيدا لانتشاره انتشار الورم السرطاني الخبيث في جسم الأمة العربية من خليجها إلى محيطها ،معتمدا في ذلك على دعم الإدارات الغربية الذي لا حدود له لارتباط وجوده في قلب الوطن العربي بمصالحها طمعا فيما يزخر به من مقدرات تعول عليها لتحقيق رفاهية شعوبها كما كان دأبها في فترات احتلال أقطاره . وها هي اليوم تزيح النقاب عن الرغبة في معاودة هذا الاحتلال من جديد بما تسميه احتلالا ناعما يوفر عليها خوض الحروب المكلفة . وها هي الإدارة الأمريكية الجديدة تلوح جهارا بفكرة تهجير أهل غزة قسرا لتعيد من جديد سيناريو نكبة سنة 1948 ، مموهة على ذلك بذريعة إعادة بناء ما دمره سلاحها الذي وضعته رهن إشارة الصهاينة فعاثوا به فسادا ، واقترفوا به أبشع جرائم الإبادة الجماعية .
إن طوفان الأقصى أعاد إلى الوجدان العربي والإسلامي الشعور بالمسؤولية عن صيانة المسجد الأقصى المبارك ، وتخليصه من الأسر ، ومن التدنيس الصهيوني ، كما أعاد إليه الثقة بالله عز وجل ، وبصدق وعده مع كل مجاهد في سبيله ، ومن أجل إعلاء كلمته . ولقد أرى الله سبحانه وتعالى في طوفان الأقصى لكل معتبر من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها آياته الكبرى الدالة على وعده الناجز المتمثل في نصره الفئة القليلة الصابرة على الفئة الكثيرة الطاغية كما أخبر بذلك في محكم تنزيله على أشرف مخلوقاته صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا نكرر وبيقين أنه لن تتكرر أبدا بإذن الله عز وجل النكبة ولا النكسات التي تلتها بعد بركة طوفان الأقصى ، وما بعده إن شاء الله تعالى إلا الصمود والثبات في فلسطين ،والنصر أو الاستشهاد، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
وسوم: العدد 1113