في فضائنا معارضة.. ويا ميت هلا ومرحب

أتسامع منذ يومين عن رغبة بعض المواطنين السوريين في تشكيل جسم وطني معارض لنظام الإدارة المؤقتة القائمة، والتي يمثلها الرئيس الشرعي أحمد الشرعي الذي ما زال يتمتع بشرعية ثورية نرجو أن تتحول قريبا إلى شرعية دستورية. الإدارة التي أكرمها الله تعالى بأن أسقط على أيدي رجالها العصابة المجرمة الآثمة...

ربما لا يقبل من وجهة النظر الإسلامية البحتة، تقسيم الناس في موقفهم من أي شكل من أشكال الولاية على الناس إلى: موالين ومعارضين.. موالون يقولون نعم لكل شيء، ومعارضون يقولون لا لكل شيء...!!

واعتقدنا زمنا طويلا وما زلنا، أن الإسلام أقام بنيانه السياسي على أن أناط بسواد الناس أمر النصيحة لصاحب السلطان في سلطانه، سواء كان النصح في أمر عام أو خاص.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة. يسأل الصحابة رضي الله عنهم : لمن يا رسول الله؟؟ يجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"

وفي حديث آخر رسول الله صلى الله عليه وسلم : النصح لصاحب السلطان أعظم الجهاد. ويجعل، المسلم يستشهد ثمنا لنصيحة يزيجيها لبعض سلاطين الجور مع سيد الشهداء. وحسبنا بهذا مكانة وشرفا...

ولا يخدعنا أو يغرنا فعل بعض الناس الذين ما زالوا يداورون أمر النصح للحاكم حتى أماتوه... أماتهم الله..

وأعود إلى ما كنا فيه، وقد عاش وطننا من قبل حالة من الظلم كانت تجعل كل من يخالف الحاكم المجرم ولو في تشجيع لعبة كرة، عميلا للامبريالية والصهيونية العالمية ولمحور التطبيع...

أحبابنا الذين فتحوا خراطيم المياه العادمة على الفئة من السوريين التي رأت أن سورية تحتاج إلى مظلة لمعارضة ما، لم يتبين لنا بعد تقاسيم وجهها، أظنهم قد استعجلوا ، أو استعملوا من لغة الفئة الغابرة ما استعاروا...

الجادة السورية عريضة تتسع لنا جميعا...

سورية اليوم وهي خارجة من بحار الظلمات يجب أن تتسع لكل أبنائها. ومع حرصنا جميعا على التواصي بالحق والتواصي بالصبر، فإن القبول بأن تتحول سورية إلى مثل هايد بارك سوري، لن يكون سيئا..

"كلٌ ينفق مما عنده" أظنني قرأتها في العهد الجديد.. (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ) هذه من كتاب الله.

إذا سمعتم باعة الدبس ينادي كل واحد على دبسه: بأنه عسل... لا تصدقوا حتى تذوقوا...

لن يضرنا أن يكون في فضائنا معارضون، ليس من حقنا أن نتهمهم بل الأولى بنا أن نتفهمهم...

في وطننا معارضة كذا يوجد في كل دول العالم الحي...

هوّنوا عليكم ما استطعتم..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1114