هذه الشام شام الرسول

قرأت للصحفي المغربي علاء المصطفاوي عن قرار صدر عن الإدارة السورية الجديدة، يحدد رسوم تأشيرات دخول متفاوتة بالنسبة للأشقاء العرب بحسب أقطارهم. وأن القرار المذكور يعفي بعض المواطنين العرب على خلفياتهم القطرية، من رسوم التأشيرة، ثم يخفض لمواطني أقطار ويرفع الرسوم مبالغا على آخرين. يقدم في إحاطته كل التفاصيل!!

ولأننا في عصر فتبينوا..

أقول إن قرار تسعير التأشيرات، بل إن قرار فرض رسوم للتأشيرة على العربي، بل إن مطالبة المواطن العربي بتأشيرة لكي يزور وطنه سورية، هو قرار فائل، غير موفق ولا صائب!!

يا إخوة نحن جمهورية عربية.. من حق كل عربي أن يقيم بيننا هو وأسرته بغير شروط، ويدرس أبناءه في مدارسنا وجامعاتنا بلا حرج. وأن يتلقى العلاج في مستشفياتنا كواحد منا

نحن أول من أنشد

بلاد العرب أوطاني

من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن

إلى مصر فتطوان

أريد أن أذكر واضع التسعيرة أن تطوان مدينة في مغربنا الحبيب

وأن أذكره بالمستشفى المغربي في مخيم الزعتري الذي ما زال يخدم حتى اليوم..

وأن أذكره ثالثا، أننا عندما حاربنا العدو الذي اعتدى علينا بالأمس، سنة 1973 كانت معنا تجريدة مغربية كتفا بكتف أبلت معنا خير البلاء وقدمت دفاع عن قطرنا عشرات الشهداء..إن لم يكن أكثر..

نحن ما زلنا نعد على أشقائنا الأتراك شهداءنا في "جنق قلعة" بالحلبي، و"جناق قلعة" بالتركي

بالله خبروني ما هذا الجفاء؟؟

على العموم..

يا إخوة هذه حقوق كنا نهذي بها، ونحن غرباء على موائد إخواننا العرب..

العروبة شرف

أما إذا تذكرت كلمة المؤرخ الفرنسي "بيير روسي" في كتابه "تاريخ العرب.." : "على كل إنسان متحضر في هذا العالم أن يتذكر أن له موطنين، أولهما هو موطنه سورية، والآخر هو الوطن الذي يعيش فيه!!"

نعم نحن أصحاب رأس شمرا وأفاميا وأوغاريت والقدموس والحرمون وبعلبك وعشتار وعشتروت

وبقرة أبينا إبراهيم الخليل، وصاحبة ابن حلزة يقول

الكاعب الحسناء ترفل

في الدمقس وفي الحرير

نحن مسيحنا سوري ونبينا عربي…!!

فياحيهلا بكل المتحضرين.

ارحبوا على واقعنا فنحن شعب الزيتونة والجبنة..والخبزة والبصلة. والعيش والملح…

كبّروا نفوسكم تكبروا. الحرتفة لا تصنع مجدا ولا غنى. يصنع الغنى والمجد، الجد والتشمير.

ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا.

وأنا أحب دائما أن أداعب إخواني الكرد..

هم يؤكدون أن آزر وابنه إبراهيم منهم صليبة.

وأقول جميل ونحن من صلب إسماعيل بن إبراهيم بن آزر أظنهم قالوا ابن شالخ..

وطلعنا إخوة يا أحباب..

ولو رجعتم إلى لسان العرب في مادة "الكرد" لوجدته يثبتهم "جيل من الناس" يقصد أمة من الناس. ثم ينسبهم إلى العرب، ويروي فيهم قول الشاعر:

لعمرك ما كرد من أبناء فارس..  ولكنه كرد بن عمرو بن عامر..

يقول صاحب اللسان: فنسبهم إلى اليمن.

وإنما أنا ناقل.. ومحب. ولكن العرب قالت:

أنا مئق وأنت تئق فكيف نتفق؟؟

قالوا والمئق الرجل شديد الرقة والحساسية يتأثر لأقل سبب فيبكي. وقالوا المقة هي الحب والمودة تبذل عفوا لكل الناس..

وقالوا: التقة في قولهم تئق: الرجل الغضوب الحرون سريع النفور والانفعال..

لبثوا علينا قليلا

أنا تئق وأنت مئق. وأحيانا يقولون: أنت مئق وأنا تئق..

هو مثل عام يضرب في الإنسان المقبل على الآخر يريد سعادته وإسعاده، والآخر المدبر عنه يريد كيده وإزعاجه..

على دعوى من قال:

عذيرك من خليلك من مراد

أريد حياته ويريد قتلـــــــــــــي!!

ورأيت أكثر الشراح ومنهم المتقدمون وهموا في شرح هذا البيت فقالوا: إن المراد من قوله من "مراد" هي عشيرة الخليل المرادي وليس بشيء قطعا على جلالة من وهم فيه..

وإنما قال: اعذروني من مرادي لخليلي ومراده لي؛ أريد له الحياة والعزة والتمكين ويريد لي القتل والإذلال والتهوين، لا شك أنها قسمة ضيزى..

هذه سردة من السردات، نسيت أين كنا ..

تذكروا كنا عند ما حكي عن قرار فرض رسوم تأشيرات متفاوتة على الأشقاء العرب من الأقطار المختلفة…

تكرموا .. تأملوا…

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1117