بيني وبين فضيلة الشيخ العلامة بشير الدرة الحمصي

أنا أقبل كل الآراء التي تعارضني وأتملاها، وأقلبها ظهرا لبطن بكل الموضوعية..

تعليق فضيلة الشيخ بشير الدرة، الأثير عندي الحبيب إليّ، القريب مني؛ بأن الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله تعالى قد رضي بالتنازل في دستور 1950، عن النص أن دين الدولة الإسلام غير دقيق ، وقد تكررت هذه الملاحظة منه، وهو يكرمني ويشرف صفحتي.

الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله تعالى، الذي كان في 1950 نائبا لرئيس مجلس النواب، بقوة صناديق الانتخاب، لا بقوة مرسومات التعيبن، التي تسلط على أعناق السوريين من لا يعرف التهجي؛ قد هز المنابر من أجل إقرار أن "دين الدولة الإسلام" وهي مادة مثل شجرة النخيل، لها معناها ومغزاها وحضورها وفاعليتها؛ وإن أسفلها والله لمغدق، وإن أعلاها لمثمر.. لقد هز المنابر يومها داخل مجلس النواب وخارجه، بحجج باهرات دفاعا عن الإسلام دين الأمة والشعب السوري، والمجتمع السوري، والدولة السورية،.. وانا حين كتبت سَحَرً هذا اليوم، كتبت دفاعا عن مكانة الإسلام والمسلمين ، في فضاء سورية المسلمة العربية إنما متحت من فيض الدكتور السباعي ومن معينه. الإسلام أيها السوريون حصننا ودرعنا وقاعدة وجودنا، وعنواننا الذي منحنا إياه أبونا إبراهيم عليه السلام، فاحذروا ثم احذروا أن يزلقوكم عنه بألاعيبهم ومعسول كلامهم..

نعم الدكتور السباعي عندما غلبه اللادينوين على أمره، قبل. فقط قبل. قبل ولم يرض، قلت عندما نعيت حبالي الصوتية أنني على قدم السباعي والعطار وأبي غدة ومحمد الحامد رحمهم الله تعالى لم نكن ولن نكون دعاة فتنة…

قبل الدكتور السباعي رحمه الله تعالى… مضطرا يا أخي الشيخ بشير ولم يرضَ!! قبل ولسان حاله، وحالنا -وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ-

يا أخي الشيخ بشير مقام الرضا هو أعلى مقامات السالكين كما يؤكده حجة الإسلام الإمام الغزالي..

وأنا اليوم إذا لم يقبل أحد كلامي سأقبل راغما مضطرا، وأقول: اللهم هذا منكر لا أقبل به ولا أقدر على رده. سأرد المنكر بلساني يا أخي الشيخ بشير، ما دامت حبالي الصوتية، أو أناملي على صفحة الكيبورد تسعفني، قبل الشيخ مصطفى درءً للفتنة، ونحن اليوم حين نقبل صاغرين، سنقبل ولو نسكت درءً للفتنة!! يجب أن نقرر ذلك لا أن نصفق لوجبة من لحم خنزير يدفع بها الموت عن نفسه مضطر.

ومرة أخرى..

وحتى لا يسيء أحد فهم كلامي: أنا لست ضد تأسيس أحزاب لادينية في سورية الجديدة امتدادا لما كان عليه الأمر في عهد المرجومين، !!

الإعلان الدستوري الذي سيشكل مرجعية للحياة السياسية السورية على مدى خمس سنوات قادمة- تكبير أو تصفيق- سمح بتأسيس أحزاب "على أسس وطنية" هذا نص. كلمة وطني في المعجم السياسي الرائج أصبحت مقابلة لكلمة إسلامي، يقولون لك وأيدت البيان القوى الوطنية والدينية أو الإسلامية. معلومكم أن واو العطف تدخل بين المتغايرين..

أعتقد أن إنشاء إعلان دستوري يجب أن تدخل فيه كل قواعد الأصوليين من فقهاء الشريعة والقانون في تفسير النصوص…

أحاول أن أتذكر أين قرأت هذه العبارة.. نعم "تفسير النصوص" كتاب ضخم للعلامة السوري الضخم الذي تولى، مجلة حضارة الإسلام، بعد الدكتور السباعي، الدكتور محمد أديب الصالح رحمه الله تعالى، أقترح على الذين يريدون كتابة نصوص دستورية أو قانونية أن يقرؤه..

مع أنني قرأته منذ عقود وما زلت أحتاج إلى الرجوع إليه…وأجمل ما يعجبني فيه دلالة الظاهر ودلالة النص..

وأعود أنا لست ضد تأسيس أحزاب لا دينية، ومهما شئتم فسموها ، ولكن لا تحجروا على صاحب البيت أن يغني…

سقوني وقالوا لا تغنِ ولو سقوا

جبال سليمى ما سقيت لغنت

الإعلان الدستوري العتيد يؤكد ما أكده حافظ الأسد من قبل:

حرام على بلابله الدوح

حلال للطير من كل جنس

سأتسامح لو صفقتم أو صفرتم، ولكن ليس لو كبرتم إلا أن يكون تكبير استعظام واستنكار..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1120