أريد أن أصيح بمخربشي ما سمي الإعلان الدستوري.. فتخذلني حبالي الصوتية

بعد معاناة طويلة من خذلان حبالي الصوتية لي، وأنني تنتابني موجات، من انخفاض الوتيرة.. قرروا تحويلي إلى عملية تنظير الحنجرة..

وبعد الفحص والتصوير، قررت الممرضات أن يبحثن لي عن طبيب عربي، يشرح النتيجة..

وجاءني شاب عربي سلم ورحب، ثم أعاد تشغيل الفيديو وقال لي أعيد عرض الصور أمامك لأؤكد لك أن لا شيء في حنجرتك خطير..

قلت له: وهذا الضعف الذي يعاودني حتى يظن من يسمعني أنني ..؟ قال كم عمرك؟؟ قلت سبعة وسبعون. قال وكذا عمر حبالك الصوتية!! لا تسرف في استهلاكها..!! وأضاف: مجرد وهن…

قلت في نفسي: الحمد لله لم أكن يوم داعيا إلى فتنة، ولا مروجا لعنوان من عناوين الجهل، ولا مدافعا عن باطل، ولا مداهنا لصاحب سلطان…

كان بعض أحبابي ينصحونني: قليل من الدهان ينفع، ويقولون؛ يا أخي هي المجاملة!!

كل ما سأحاوله هذه الأيام، هو الصمت، ليس نزولا عند رغبة الآمرين بالصمت منكم .. ولكن التزاما بنصيحة الطبيب…

ولكن ودائما كنا نقول، ولتكن البداية من بعد ولكن..

ربما سيكون بالضغط على حامل الحروف لي رضا…

أنا كنت سأسألكم منذ أيام:

ماذا يعني السماح للأحزاب على أساس وطني!! العبارة التي سمعتها من قارئ الإعلان..

بالمناسبة كان بعض الفحول من شعراء العرب، لا ينشدون قصائدهم في المحافل، ونحن ما زلنا قوما عربا تأسرنا قواعد اللغة، ويطربنا جميل الإيقاع!!

وأعود وأتساءل: قال على أسس وطنية، هل للأرض دين، أو الدين لأصحاب العقول والقلوب..!!

نعم: وهل للأوطان دين؟؟ وإذا لم يكن للأوطان دين كما يزعمون، فهل معنى العبارة أن الإعلان الدستوري، يشترط أن يكون التأسيس في سورية للأحزاب التي لا دين لها فقط..!!

لماذا مثل الحزب الديمقراطي المسيحي حزب السيدة ميركل سيكون ممنوعا في سورية؟؟ وهو مسموح في مثل ألمانيا الاتحادية..

لماذا جيراننا المغتصبون في الجنوب، ينصون على أن دولتهم يهودية!!

ولو نجح هؤلاء الطامعون في أديمنا في تقطيعنا أشلاء، كيف سيعبر كل شلو عن نفسه؟؟ بعنوان وطني!!

لماذا في إيران الولي الفقيه، الدستور يؤكد على الدين والمذهب؟؟ وأن هذه المواد غير قابلة للإلغاء والتعديل!!

سألت الذكاء الاصطناعي كم هي عدد الدول في هذا العالم التي تشير في دساتيرها وفي رايتها إلى هويتها الدينية؟؟

أجاب بنحو 75 دولة

مسيحية ومسلمة وهندوسية وبوذية.. أظنه نسي أن يحصي الولايات المتحدة التي تطبع اسم الله على ورقة عملها، وعلى الكتاب المقدس يقسم ساستها!! على الكتاب المقدس وليس على الشرف والمعتقد!!

حتى سويسرا مصنع الشكولاتة العالمي، ودولة الكانتونات بثلاث لغات، ترفع الصليب على رايتها..

أعتقد ولا أظن أن أغلب السويسريين لا أدريين، يعني غير مهتمين بالمعطى الديني، ومع ذلك هم يصطفون وراء باباهم في إعلانه عن "أوربة والنادي المسيحي"

أنا استمعت إلى السيد الذي تلا نص الإعلان الدستوري، وتداخل مفسرا، دين رئيس الدولة الإسلام حل وسط،،

حل وسط بين القطة والجمل!!

هذه هي الديمقراطية، سأداهن أو أجامل لو قدموا لنا مقابل كل عشرة شهداء شهيدا..!!

أقسم بالله العظيم، غير حانث أنا منذ خمسة وأربعين عاما أستحيي من دماء إخواني الشهداء.. أستحيي أن تلتقي عيوني بعيون أطيافهم التي لا تفارقني.. رحلوا وبقينا، وكان أمر الله قدرا مقدورا..

خمسة وأربعون عاما لم أنس الذين علقوا على المشانق، ولا الذين اغتالهم رصاص المجرمين في زنازين تدمر..

أقسم بالله العظيم غير حانث أنني منذ انتصار هذه الثورة المباركة أحرض وأدعو إلى تحرك لجان بحث تبحث عن رفات تلك العيون الجميلة غيبت في رمال تدمر، أبحث عن "عثمان" رضي الله عن سيدنا عثمان؛ يقول عليّ بعشر نوق بأحلاسها وأقتابها، لتمويل لجنة تحقيق صحفية تحدثنا أحاديث المهج والقلوب والعقول والوجنات التي غيبت في تدمر.. قليل من الوفاء بل من الحياء ينفع..

كثيرا ما يقطع عليّ لحظة مسرة، وما أقل المسرة في تلافيف حياة، أصحاب القضايا؛ مخيال مصطفى أو حسان أو زاهد أو إبراهيم أو أسامة أو عمر؛ يلوحون لي بأيديهم: نحن ما زلنا هنا!!

قال: حل وسط !! بين مليون شهيد وعدي لي رجالك عدي..

نزعوا عنا ثيابنا كما فعل إبليس مع أبوينا (يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا) وغرروا بنا بكلام معسول وعسله مر، ويرسل لي أحدهم مغتبطا: ترك التصفيق سنة. تذكرت حكاية الرجل لا يصوم، ولكنه متمسك بسنة السحور…!!

إذا كان المؤسسون وقد خرجوا من عهد المستعمر الأثيم، كانت لهم اضطرارات مرة، فكيف ونحن ما زلنا في سياق ثورة كلفتنا مليون شهيد، ونصف جمعنا من المهجرين…

وإذا تكون كريهة ندعى لها

وإذا يحاس الحيس يدعى جندب!!

أريد أن أصرخ وتخذلني حبالي الصوتية غير أنني لا أنسى

مسلمون.. مسلمون.. مسلمون..

حيث كان الحق والعدل نكون..

مسلمون.. وإن رغمت أنوف أقوام لا دين لهم.. وستبقى هذه الشام شام الرسول..

أريد أن أصيح بهم:

اذهبوا وتعلموا تهجي العربية قبل أن.. وتخذلني حبالي الصوتية..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1120