ركزوا على حبة الخردل!!
أحلام النصر
لو دخل الناتو إلى سوريا : لسبح قوم بحمده ولهللوا ، مع التذكير أنهم كانوا يقولون : مرحباً بالشياطين إن ساعدتنا على بشار ..
ولا أعلم : هل كان الغرض من القول السابق : المساعدة .. أم الشياطين ؟؟
طيب : لم يرسل الله شياطين ! ، بل اصطفى منا قوماً ذكرونا بالمهاجرين (الجيش الحر) وأرسل لهم قوماً آخرين ذكرونا بالأنصار (جبهة النصرة) ، وضعوا خبرتهم الطويلة في الجهاد : في خدمة ثورتنا ..
لكن مدح جبهة النصرة أو حتى شكرها - فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله - : يُعد في نظر بعض الناس تقديساً وتأليهاً !!! ، وتقزيماً للثورة وتشويهاً !!! .. العجيب أنهم إزاء هذا يقولون : إن علينا عدم اعتبار أمريكا والغرب أعداء لنا ولو بعد كل هذه الأشهر ولو بعد كل دعمهم لبشار وسخريتهم من الثورة ؛ إذ لعل وعسى أن يتغيروا - وكأن الأمر بيدهم بحيث أننا لن ننتصر إلا بإذنهم !!! - .
إذاً : ذكرتني ظروف الجيش الحر بظروف المهاجرين ، وموقف جبهة النصرة بموقف الأنصار ، ولقد كان بين صفوف المهاجرين والأنصار قوم أشرار لئام أوغاد ، عُرفوا بالمنافقين .. انتبهوا : عُرفوا بالمنافقين !! ، بمعنى : أن نفاقهم لم يستوجب ظلم المهاجرين أو ظلم الأنصار أو تفرقة المسلمين بشكل عام !! ..
كذلك : اندساس المخابرات بين الصفوف لا يغيرها عن وصف المخابرات ، ولا يعطيها مكانة المجاهدين ، ولا يتحمل جرمَهم لا الجيشُ الحر ولا جبهة النصرة ! .. لا نريد أن نظلم المجاهدين الحقيقيين الأبطال من أجل حفنة قذرة من المخابرات المجرمة .. لا مصلحة لأحد في تفرقة صفوف المجاهدين إلا بشار وعصابته وأسياده وزملاؤه في مصلحة الخيانة إضافة إلى ....... أشباهه ومَن كان على شاكلته ! ..
وقصة أن لهم أجندات !!! .. لا مؤاخذة يعني ! .. وكأن الناتو ليس له أجندات ! .. إن الغرب يريد فرض أجنداته من بعيد ودون أن يساعد الثورة ، بل يريد فرض ما يريد بينما هو يساعد الجزار بشاراً !!! .. هذه واحدة .
الثانية : كلنا نعلم أنه من الناحية السياسية : الناتو قاتله الله يستطيع فرض ما يريد كونه مجموعة دول ، فكيف سيستطيع بضعة شبان فرض أجنداتهم وهم ليسوا دولاً ؟!! ..
الثالثة : ما هي أجنداتهم إن شاء الله ؟!!! .. الدولة الإسلامية ؟ الخلافة ؟ إنني من الممكن أن أتفهم ما معنى أن يتردد المسلم العامي البسيط إزاء هذا فالنظام جهّل الناس وحرمهم من كنوز الإسلام ، كما من الممكن أن أتفهم غير المسلم إن سأل أسئلة كثيرة حول الموضوع ؛ فإن كان العامي المسلم لا يعرف : فغير المسلم أولى بعدم المعرفة ... ولكن : ما تفسير رفض بعض الإسلاميين للموضوع ؟؟؟ وكيف لمسلم حقيقي أن يرفضه ؟؟ .. بل إن لدي فضولاً كبيراً في أن أعرف ماذا الذي أبقاه هؤلاء لغير المسلمين وغير الواعين !!! ..
هذا مع العلم أن الله تعالى غالب على أمره وأن السيادة للإسلام ، كما أن الناس - التي ثارت على كل خطأ وفساد - متعطشة جدّاً لتعرف الإسلام وتطبق أحكامه بعد أن أدركت أنه القانون الوحيد الذي يكفل حقوقها ويصونها ؛ لأنه آت من الله تعالى الذي أراد لنا حقّاً أن نعيش أعزة سعداء ناجحين .. وبقية الإشكالات والأسئلة : حلها يأتي غداً إن شاء الله فنحن الآن نركز على إسقاط النظام .
إذاً ... غيروا قصة الأجندات المضحكة يرضى عليكم ! ..
وعلى الأقل عاملوا جبهة النصرة كما تعاملون أمريكا والغرب ، إن أبيتم أن تعاملوا جندها كإخوة لكم في الله مسلمين مجاهدين ضد الظالم الجزار بشار .
الثورة ثورة الشعب السوري المظلوم ، وهي ثورة الأمة الإسلامية جمعاء ، وكل مجاهد في الدنيا عامة وفي سوريا خاصة : فهو على رأسنا ولنا الفخر ، لا نقدسهم وبنفس الوقت لا نظلمهم أو نسمح لأحد بالسخرية منهم ، وكل خائن مهما كان انتماؤه فهو تحت أحذيتنا .. فليتق اللهَ تعالى الجميعُ وليسعوا في لحمة الصفوف لا في خرابها ، وليعلموا أنه لا يعلم الغيبَ إلا الله تعالى ، وليكفوا عن الجزم الغريب ((والمريب)) في أن مشكلات كثيرة ستحدث وكأنهم شاركوا الله تعالى - والعياذ بالله - علمَ الغيب !!!! .. إن كانوا مخلصين - كما يقولون - فليعلموا أن كلامهم هذا يمهّد لتلك المشكلات ! ، هذا ولا تنسوا أنني افترضتُ حسنَ النية من باب : {إن بعض الظن إثم} .
وأختم بتذكرة صغيرة جدّاً كرأس حبة الخردل : يا مَن لا يشغلكم إلا هذه الفرقة أو تلك وهذا الخلاف أو ذاك .... بصراحة وأرجو ألا تنزعجوا إن عطلتُ عليكم خلافاتكم السخيفة .. لكن في الحقيقة .. امممم .. حسناً لا بد من مواجهة الواقع وسأنطق هذه الجوهرة : لقد فاتكم كما يبدو أن بشاراً ما زال حيّاً وأن عصابة الإجرام ما زالت تعيث في سوريا فساداً دون أن (تفرّق) بين كبير وصغير ، ومجاهد وقاعد ! .. فهلا ركزتم في هذا ؟؟؟؟ وهلا اقتديتم بهذه العصابة في عدم التفريق بين المجاهدين وإن لم يكونوا - غفر الله لهم وتجاوز عنهم - من الشياطين ؟؟!!!!!! .. أم أنه طلب مزعج ؟؟!!!!!! ..